فصل في الرد على من يقول بأن الرسول يعلم كل ما يعلمه الله
ومما يجب التحذير منه الطائفة التي تقول بأن الرسول يعلم كل ما يعلمه الله فمن قال هذا فقد سوَّى الرسول بالله كالذي يقول الرسول قادرٌ على كل شئ قال الله تعالى: {وهوَ على كل شئٍ قدير} [سورة الحديد/2] وقال: {هوَ الأول والآخر والظاهرُ والباطنُ وهو بكل شئ عليم} [سورة الحديد/3] وقال: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيبَ إلا الله} [سورة النمل/65] وسواءٌ من قال إن علمَ الله بكل شئ ذاتي وعلم الرسول بكل شئ عطائي ومن قال علم الرسول ذاتي، فالله تعالى لا يعطي العلم بكل شئ أحدًا من خلقه كما لا يعطي القدرة على كل شئ لأحد لا لأشرف خلق الله ولا لغيره.
ويكفي في إبطال قولهم قوله تعالى: {وعندهُ مفاتِحُ الغيبِ لا يعلمها إلا هو} [سورة الأنعام/59] وهذه الآية محكمة لا يدخلها النسخ ولا التخصيص، ويكفي أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: “أوتيت مفاتيح كل شئ إلا خمسة” الذي رواه أحمد والطبراني [1]، وأورده السيوطي في “الخصائص الكبرى” وصححه [2] وغير ذلك من الآيات والأحاديث الصحيحة [3].
وهذا عُرف عن البريلوية الطائفة التي تنتسب إلى الشيخ أحمد رضا البريلوي وهذا كفر بالإجماع كما قال مفتي المدينة المنورة
السيد أحمد البرزنجي الحسيني في رده على الشيخ أحمد البريلوي في حياته والناشر للكتاب اسمه تحسين إرشاد وذلك في كتابه “غاية المأمول” [4].
[1] أخرجه أحمد في مسنده [2/85]، والطبراني في “المعجم الكبير” [12/276]، قال الحافظ البيهقي في “مجمع الزوائد” [8/263]: “رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح” اهـ.
[2] الخصائص الكبرى [2/334].
[3] انظر “صحيح البخاري”: كتاب الإيمان: باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان.
[4] غاية المأمول [ص/397].