فصل في الرد على كلام فيصل مولوي الفاسد الذي ذكره على الإنترنت في 4/6/2004
قال فيصل مولوي على الإنترنت في موقعه الرسمي بتاريخ 4/6/2004 فتوى 958:
الأحباش أو [جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية] هم تلامذة الشيخ عبد الله الهرري، ولهم طريقة خاصة في العقيدة تجعلهم يكفّرون المسلمين وعلماءهم لأتفه الأسباب. كما لهم طريقة خاصة في الفقه لا يشاركهم فيها جمهور العلماء المعاصرين. والمناقشة معهم لا تفيد لأنهم لا يقتنعون إلا بأقوال شيخهم. وإذا تجنبت الدخول إلى مساجدهم فهو أفضل لمنع الجدال غير المفيد لكننا نعتبرهم مسلمين تصح الصلاة معهم وخلفهم وإن كانوا هم يعتبرون غيرهم كفارًا ولا يجيزون الصلاة خلفهم اهـ.
الرد:
إن فيصل مولوي يرى القذاة في عين غيره ولا يرى الجذع في عينه هذا إذا كان في عين غيره قذاة. ألا يخجل مما يقول بعد أن بان الصبح لذي عينين وقد بان للأمة بأسرها من هم أمثال فيصل مولوي من يدور بفلكهم حيث تورطوا بإنشاء مؤسسة باسم الدين تلفيقية من أهواء شتى مرة يسمونها الوسطية وأخرى يسمونها فقه التيسير إلى ما هنالك من أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان، فهذا شأنهم.
أما نحن ففكرنا وعقيدتنا الإسلامية باتا أنصع من الشمس في رابعة النهار حيث إننا في عقيدتنا على مذهب الإمام أبي الحسن الأشعري وهو إمام أهل السنة قديمًا وحديثًا بالإضافة إلى الإمام أبي منصور الماتريدي وهذا خطابنا في كتبنا ومجالسنا يشهد لنا بذلك.
أما عقيدة جماعتك يا فيصل فإنما هي تركيبات قائمة على الأهواء حيث وصل بهم الأمر أن حرموا قول أستغفر الله وذلك في مجلتكم المسماة [الأمان العدد 7 السنة الثانية 22 رجب 1400هـ] حيث قيل بالنص: “لا تصح صيغة الاستغفار إلا قول: رب اغفر لي أو ربنا اغفر لنا أو غفرانك” وقال هذا المدعي: “كل ما عدا هذه الصيغ فهو كلام أقل ما يقال فيه أنه المكاء والتصدية وما استعمال صيغة استغفر الله إلا دليل جهل من المستغفر لا أصل له في القرءان والسنة”.
والرد على مثل هذه الترهات وافٍ ووافر رددنا غير مرة وفي غير موضع ولكن نكتفي بما روى مسلم في صحيحه أن الأوزاعي رضي الله عنه سئل كيف الاستغفار أي الوارد في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الاستغفار عقب الصلاة ثلاث مرات ثم قول: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام. فقال: تقول أستغفر الله أستغفر الله. ففسر الأوزاعي هذا الاستغفار الذي أمر به الرسول بهذه العبارة المعروفة بين المسلمين صغارهم وكبارهم من الصدر الأول إلى يومنا هذا. والرسول عليه السلام نفسه كان يقول في ءاخر الخطبة “هذا وأستغفر الله لي ولكم”. هؤلاء طعنوا في الرسول وفي المسلمين عامة فليعرفوا أين هم من الإسلام. وهذا الحديث الثاني رواه ابن حبان وصححه.
وأما قولك: “يكفرون المسلمين وعلماءهم لأتفه الأسباب” فالرد: أننا نطالبك بأن تسمي لنا من هؤلاء المسلمون ومن هم علماؤهم. فإن كان قصدك ابن تيمية فالذين كفروه وكتبوا في أضاليله يُربون على مائة من القرن الثامن الهجري إلى يومنا هذا ابتداء من السبكي والعلائي وابن جهبل وغيرهم من معاصريه ومرورًا بمفتي مصر الشيخ بخيت المطيعي ومحمد زاهد الكوثري وكيل مشيخة الإسلام أيام العثمانيين والحافظ أحمد الغماري وغيرهم من أهل عصرنا وصولاً إلينا وإلى تلاميذنا. وأنت الذي تتهمنا بالتكفير قل لنا من ترك ابن تيمية من شره من المسلمين لم يكفره ومقالاته في هذا المجال فاضحة وفادحة.
وأما إن كنت تقصد في غمزك تكفيرنا لسيد قطب وأمثاله، فسيد قطب هل نسيت أنه كفر الأمة الإسلامية قاطبة وبدون استثناء؟ ويكفيه من الخزي ما امتلأ به كتابه [الظلال] ومما قال في الجزء الثالث ص 1257 طبعة دار الشروق بأن الإسلام اليوم متوقف عن الوجود مجرد الوجود وإننا في مجتمع جاهلي مشرك اهـ.
فمن الذي كفّر الأمة بجملتها يا فيصل؟ أليس قال رجل من جماعتكم من ءال حوّا ي يجوز لنا إذا أردنا أن نقتل إنسانًا اختبأ في قرية فيها سبعمائة شخص أن نقتل السبعمائة لأجل أن نقتل هذا الواحد.
ثم أنت يا فيصل ألم تقل في مجلة الشهاب العدد الثاني ص/16 السنة السابعة 1973 وفي العدد الثالث عشر السنة السابعة ص/16 عام 1973 ردًا على سؤال رشيد فرحان أن أخاه يعمل في بنك ويعطيه المال لأجل إكمال دراسته فهل يجوز له أخذ هذا المال قلت ما نصه: “إن أخذ النقود من أخيك لإكمال دراستك ليس عليك فيه إثم لأن القاعدة الشرعية أن الحرام لا يتجاوز ذمتين ولأن المال الخبيث لا يكون خبيثًا بذاته بل بطريقة الحصول عليه” الخ…
معنى كلام فيصل أن مال البنك حرام والموظف الذي أخذه من البنك حرام عليه وأنا الثالث الذي قبض من الموظف فحلال عليه، يعني وبطريقة أوضح وأفضح ينجز كلامه إلى أنه لو شخص سرق مالاً ثم أخذه ءاخر منه ثم سرق منه ثالث فالإثم على السارق الأول والذي أخذ منه أما الثالث فلا إثم عليه بحسب كلام فيصل مولوي ولو كان يعرف أصل هذا المال.
وهذا الكلام لا يقبله مسلم ولا غير مسلم، فإنّ فيه إباحة أمل أموال الناس وسرقتهم، وهذا مما يخالف الشرع وكل نظام الدول وبهذا فتح باب سرقة أموال الناس على مصراعيه وهذا لم يقل به أحد قط قبله.
هذا هو حال الذي يسميه حزب الإخوان [فقيه الجماعة] يعني فقيه الحزب يعني أعلمهم. فإن كان هذا حال أعلمهم فما ظنك بمن دونه؟
ثم أنسيت يا فيصل قولك في مجلة الشهاب العدد التاسع [السنة السابعة] 1973 ص/16:
“لا يجوز التكلم مع البنات من أجل الدعوة إلى الإسلام ولو كان الكلام في حدود الحشمة فالرجل ليس مكلفًا أصلاً بدعوة النساء للإسلام وباب دعوة الرجال مفتوح لم يغلق وحجة تبليغ الدعوة للنساء مدخل كبير من مداخل الشيطان قد يؤدي بصاحبه إلى الخروج من الدعوة ومن الإسلام”.
قلت هذا الكلام مردود بكثير من النصوص وكأن فيصلاً هنا يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة وعلى علماء المسلمين أمثال الحافظ ابن عساكر الذي كان له أكثر من ألف شيخ وشيخة وغيره كثير وكثير، وكم وكم من الصحابيات قد نقلن الأحاديث عن رسول الله وبلغنها للرجال، أما فيصل فيعتبر الكلام مع البنات سبيلاً للردة والخروج من الإسلام!!! وقد تخلى الآن جماعة فيصل لمجاراة الأوروبيين عن هذه الأفكار وصاروا يلتقون بالبنات في الجامعات والمدارس والصور في المجلات والجرائد كثيرة وليس ما نقوله من الأسرار.
وأما قول فيصل [كما لهم طريقة خاصة في الفقه لا يشاركهم فيها جمهور علماء المعاصرين] فإن كان مراده بالعلماء المعاصرين أمثاله وأمثال القرضاوي فنعم نحن لا نشارك هؤلاء في شذوذهم. أليس هم الذين أباحوا في [دبلن] بيع الأطعمة التي تحوي لحم الخنزير وأباحوا للمسلم أن يتاجر بالخمور عبر أجير غير مسلم وذلك في البيان الذي صدر عن ما يسمى المجلس الأوروبي للإفتاء في دبلن في الاجتماع الثاني [ص4] وفيصل عضو فيه كما جاء في البيان.
إن كان لنا طريقة خاصة في الفقه كما تقول، فأنتم قد نسفتم الفقه وأوسعتمونا قذفًا وشتمًا، ونحن ولله الحمد طريقتنا في الفقه اتباع المجتهدين من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم.
استمع إلى سيد قطب الذي تعظمه وتحث على كتبه وطريقته ماذا يقول عن الفقه في كتابه الظلال الجزء الرابع ص/2012 طبعة دار الشروق يقول: “إن العمل في الحقل الفكري للفقه الإسلامي عمل مريح لأنه لا خطر فيه ولكنه ليس عملاً للإسلام لا هو من منهج هذا الدين ولا من طبيعته وخير للذين ينشدون الراحة والسلامة أن يشتغلوا بالأدب والفن أو بالتجارة أما الاشتغال بالفقه الآن على ذلك النحو بوصفه عملاً للإسلام في هذه الفترة فأحسب والله أعلم أنه مضيعة للعمر وللأجر أيضًا”.
فما رأيك يا فيصل الذي اعتبر العمل بالفقه مضيعة للأجر والعمر بل اعتبر عمل الفن كالرقص والغناء أحسن من العمل في مجال الفقه.
وفي مجلة الشهاب العدد [15] [السنة الرابعة] السنة 1971 ها هو فيصل عينه يرد على سائل ينتسب إلى الإسلام قال إنه كلما يغضب يكفر ويشتم الخالق فما حكم الإسلام فيه وكيف يعمل حتى يدخل في الإسلام؟ فأجابه [فقيه الحزب بزعمهم] فيصل مولوي: “أنت يا أخي مسلم إن شاء الله” إلى أن يقول: “ولكن إياك أن تظن أنك أصبحت من الكافرين”. وهنا نريد أن نسأل إن كان سب الله ليس كفرًا فما هو الكفر؟
ماذا كان يمنعك أن تصارحه بأن ساب الله كافر بالإجماع كما نقل ابن فرحون المالكي وغيره؟ أم أنك خشيت أن تخرج من [دائرة الوسطية] المزعومة؟ ماذا كان يمنعك أن تقول له عد إلى الإسلام بالشهادتين وانوِ أن لا تعود لأن نية العودة إلى الكفر كفر؟
هذا وأفتى فيصل بتحريم اقتناء التلفزيون وذلك في مجلة الشهاب العدد [21] [السنة الرابعة] 1971 ص/16.
والرد أنه على موجب كلامك ما سلم بيت من بيوت المسلمين تقريبًا من الحرمة والمعصية. ثم نريد أن نسألك يا فيصل كم يوجد الآن جهاز تلفزيون في منزلك ومنازل أولادك وأهلك وأصحابك وحزبك أجمعين؟
وأفتى بأن الكحول التي في الكولونيا لو كانت نجسة فهي تبطل الوضوء فقط. ذكر ذلك في مجلة الشهاب العدد [20] [السنة الثامنة] 1975 ص/16.
وهذا قول باطل شاذ يعجز فيصل عن أن يذكر ولو واحدًا من العلماء الماضين وافقه فيه.
وفي مجلة الشهاب العدد السابع [السنة الرابعة] 1970] ص/16 قال فيصل للسائل: “ويجب عليك أن تعلم أن الإقامة في بلاد الكفر لا تجوز طالما أن المسلم قادر على الإقامة في ديار الإسلام إلا إذا كان لضرورة مؤقتة كطلب العلم بالنسبة لأنواع العلوم الغير موجودة في ديار الإسلام وأما الإقامة في ديار الكفر لمجرد طلب الرزق فغير جائزة”.
قلت إن هذا الكلام ليس له دليل ومن المعلوم أن صاحب الفتوى فيصل مولوي أقام فترة في فرنسا وفتح متجرًا في باريس لطلب الرزق أنأخذ بقولك أم بفعلك أم ما تسميه [فقيه الوسطية] له رأي ءاخر؟!
فبعد هذا السرد الموثق من كلام فيصل مولوي تبين أنه هو وحزبه حزب الإخوان من له طريقة خاصة شاذة تخالف أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم من المجتهدين في أصول الدين وفروعه وعليهم أن يتوبوا قبل أن يفوت زمن التوبة والله الموفق لمن يشاء.