فصل في التحذير من الدكتور محمد سعيد البوطي
وهذا الدكتور محمد سعيد البوطي يسمي الله تعالى علة في أكثر من موضع في كتابه “كبرى اليقينيات” [1] وقد أمرته أن يغيّر موضعًا من كتابه هذا فيما مضى فوعدني بتغييره ولم يغيّر بل كرر طبعه على ما بلغني تسع مرات فهل نسكت عنه وهو ينشر الضلال. وقد نص الإمام الحنفي ركت الإسلام عليّ السغدي على أن من سمى الله على أو سببًا كفر [2]. والعلة معناها في لغة العرب المرض كما في القاموس [3].
وكيف استجاز تسمية الله على وهو لا يستجيز تسمية ولده علة.
وقال النسفي في تفسيره المشهور [4] عند تفسير ءاية {وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادْعُوهُ بِها وَذَروا الذينَ يُلْحِدونَ في أسمائِهِ سَيُجْزَوْنَ ما كانوا يَعْمَلون} [سورة الأعراف/180]: “ومن الإلحاد تسمية الله بالجسم والجوهر والعقل والعلة” اهـ، أي كما فعل الدكتور محمد سعيد البوطي سمى في كتابه الآنف الذكر “كبرى اليقينيات الكونية” حيث سمى الله علة وسببًا. وقد قال الإمام أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه: “إنّ الله لا يسمى مستطيعًا مع كونه بمعنى القادر لأنه لم يرد، ولا فاهمًا وفقيهًا مع كونهما بمعنى العالم لعدم ورودهما في أسماء الله”.
وقد قال الدكتور محمد سعيد البوطي في بعض مواقفه مخاطبًا بعض الناس [5]: “أنا لا أكفّر الكافر فكيف أكفّركم”، قلت: وهذا تعطيل لحكم من أحكام الشرع الذي جاء به الكتاب والسنة والإجماع وغشّ للأمة. فقد ذكر الأئمة العلماء من أئمة السلف الشافعي والأوزاعي وأبو حنيفة ويزيد بن هارون وأبو النضر هاشم بن القاسم وغيرهم تكفير أشخاص معيّنين فالإمام الشافعي كفّر حفصًا الفرد وكان ظهر منه القول بأن القرءان مخلوق وليس لله كلام إلا كلامًا يخلقه في غيره.
والأوزاعي كفّر غيلان القدري الدمشقي بعد أن ناظره بأمر الخليفة هشام بن عبد الملك وقال الإمام الأوزاعي للخليفة: “كافر وربّ الكعبة يا أمير المؤمنين” فأمر هشام بقتله فقطعت يداه ورجلاه وعلق على باب دمشق، ذكر هذا الإمام الحافظ ابن عساكر الدمشقي في تاريخ دمشق [6].
وقال الإمام أحمد: “من قال إن الله جسم لا كالأجسام فهو كافر”.
وقال الإمام المجتهد الحافظ ابن المنذر: “وقال شبابة وأبو النضر هاشم بن القاسم: إن المريسي كافر جاحدٌ يُستتابُ فإن تاب وإلا ضربت عنقه”، ذكره في كتاب الأوسط [7].
وقال الإمام أبو حنيفة في جهم: “كافرٌ أخرجوه”، ذكر ذلك كمال الدين البياضي في شرح رسائل الإمام أبي حنيفة. وقال يزيد بن هارون: جهم كافر قتله سلمُ بنُ أحوز. وهؤلاء الثلاثة المذكورون كفرهم هؤلاء الأئمة لأمر هو أخف من بعض مقالات هؤلاء الذين ذكرناهم في كتابنا هذا.
[1] انظر الكتاب [ص/87].
[2] ذكره الحافظ الزبيدي في “إتحاف السادة المتقين”.
[3] القاموس: مادة ع ل ل [ص/1338].
[4] تفسير النسفي [2/87].
[5] في شريط مسجل، انظر كتاب “الرد العلمي على البوطي” [ص/223].
[6] تاريخ دمشق [48/208-209].
[7] انظر الكتاب [ص/615].