فائدة فيما يُقال لتفريج الكرب
روى الإمام ابن حبان في صحيحه قال [(1277)]: حدثنا إسماعيل بن داود بن وردان البزاز بالفُسطاط حدثنا عيسى بن حمادٍ أنبأ الليث عن ابن عجلان عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: لَقنني رسول الله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إذا أصابني كرب أو شدة أن أقولهن «لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحانه وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين».
وروى مسلم [(1278)] عن محمد بن معمر بن ربعيّ القيسي حدثنا أبو هشام المخزومي عن عبد الواحد وهو ابن زياد حدثنا عثمان بن حكيم عن محمد بن المنكدر عن حُمران عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره»، وفي رواية «إذا غسل وجهه خرجت ذنوب وجهه مع الماء»، وفي رواية [(1279)] «حتى يخرج نقيًّا من الذنوب». والمراد الصغائر من المعاصي.
فيؤخذ من الحديث الأول أن كل تسبيحة تكفّر عشر سيئات، وأن الذي يفعل هذا العدد المذكور في الحديث وهو مائتان وخمسون من مجموع التسبيح والتحميد والتكبير في اليوم والليلة تمحى عنه ألفان وخمسمائة من السيئات ولا ينكر ذلك إلا متهوّر أو جاهل بالحديث، ومن الحديث الثالث حديث الوضوء تكفيرُ معاصي العين واليد والرجل. وزاد البيهقي في السنن الكبرى [(1280)] الفم وذلك محمول على الصغائر. على أنه قد جاء في أحاديث صحيحة تكفير بعض الأعمال من ذكرٍ وعملِ حسنةٍ بعضَ الكبائر كحديث الترمذي [(1281)] أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غُفر له وإن كان قد فر من الزحف»، وحديثِ مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن بغيًّا من بغايا بني إسرائيل – يعني مسلمة – رأت كلبًا يدور حول بئرٍ قد كاد يقتله العطش نزعت مُوقَها – أي خفها – فاستقت له به فسقته فغفر لها به» أي بِسَقيها.
لكن هذا الباب لا يعم كل أنواع الكبائر ولا جميع الأحوال.
قال الحافظ ابن حجر [(1282)] في الاستغفار المذكور في حديث الترمذي إنه يكفّر ما عدا التبعات.