غَزْوَةُ مُؤْتَةَ (2)
ثُمَّ الْتَقَى النَّاسُ فَاقْتَتَلُوا فَقَاتَلَ زَيْدُ بنُ حَارِثَةَ بِرَايَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرُ بنُ أَبِي طَالِبٍ فَقَاتَلَ الْقَوْمُ حَتَّى قُتِلَ وَكَانَ أَخَذَ اللِّوَاءَ بِيَمِينِهِ فَقَاتَلَ بِهِ حَتَّى قُطِعَتْ يَمِينُهُ فَأَخَذَ الرَّايَةَ بِيَسَارِهِ فَقُطِعَتْ يَسَارُهُ فَاحْتَضَنَ الرَّايَةَ حَتَّى قُتِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَعُمْرُهُ ثَلاثَةٌ وَثَلاثُونَ سَنَةً.
فَلَمَّا قُتِلَ جَعْفَرُ أَخَذَ الرَّايَةَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ ثُمَّ تَقَدَّمَ بِهَا وَهُوَ عَلَى فَرَسِهِ فَجَعَلَ يَتَرَدَّدُ بَعْضَ التَّرَدُّدِ ثُمَّ نَزَلَ وَأَخَذَ السَّيْفَ وَتَقَدَّمَ وَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ ثَابِتُ بنُ أَقْرَم فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اصْطَلِحُوا عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ فَقَالُوا أَنْتَ، قَالَ مَا أَنَا بِفَاعِلٍ فَاصْطَلَحَ النَّاسُ عَلَى خَالِدِ بنِ الْوَلِيدِ الَّذِي حَفِظَ الْجَيْشَ مِنَ الإِبَادَةِ.
وَأَطْلَعَ اللَّهُ رَسُولَهُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ مِنْ يَوْمِهِ فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ وَأَمَرَ فَنُودِيَ الصَّلاةُ جَامِعَة فَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ »بَابُ خَيْرٍ بَابُ خَيْرٍ بَابُ خَيْرٍ أُخْبِرُكُمْ عَنْ جَيْشِكُمْ هَذَا الْغَازِي إِنَّهُمُ انْطَلَقُوا فَلَقُوا الْعَدُوَّ فَقُتِلَ زَيْدٌ شَهِيدًا وَاسْتَغْفَرَ لَهُ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ جَعْفَرٌ فَشَدَّ عَلَى الْقَوْمِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا وَاسْتَغْفَرَ لَهُ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَأَثْبَتَ قَدَمَيْهِ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ثُمَّ أَخَذَ اللِّوَاءَ خَالِدُ بنُ الْوَلِيدِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ “اللَّهُمَّ إِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِكَ فَأَنْتَ تَنْصُرُهُ» فَسُمِّيَ خَالِدٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ سَيْفَ اللَّهِ.
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَقِّ جَعْفَرٍ »إِنَّ اللَّهَ أَبْدَلَهُ بِيَدَيْهِ جَنَاحَيْنِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ».
وَلَمَّا دَنَا الْجَيْشُ الإِسْلامِيُّ مِنْ دُخُولِ الْمَدِينَةِ الْمُنَوَّرَةِ تَلَقَّاهُمُ الْمُسْلِمُونَ وَرَسُولُ اللَّهِ مُقْبِلٌ مَعَ الْقَوْمِ عَلَى دَابَّةٍ فَقَالَ »خُذُوا الصِّبْيَانَ فَاحْمِلُوهُمْ وَأَعْطُونِي ابْنَ جَعْفَرٍ» فَأُتِيَ بِعَبْدِ اللَّهِ بنِ جَعْفَرٍ فَأَخَذَهُ وَحَمَلَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ.
أَسْئِلَةٌ:
(1) مَا اسْمُ الصَّحَابِيِّ الَّذِي أَخَذَ الرَّايَةَ مِنْ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ؟
(2) مَاذَا حَصَلَ لِجَعْفَرِ بنِ أَبِي طَالِبٍ؟
(3) هَلْ أَخْبَرَ الرَّسُولُ الْمُسْلِمِينَ عَنْ سَيْرِ الْمَعْرَكَةِ؟ كَيْفَ؟
(4) مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ جَعْفَرٍ؟
(5) لِمَاذَا سُمِّيَ سَيِّدُنَا خَالِدُ بنُ الْوَلِيدِ سَيْفَ اللَّهِ؟
(6) كَيْفَ اسْتُقْبِلَ الْجَيْشُ الإِسْلامِيُّ عِنْدَ عَوْدَتِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ؟