الأحد ديسمبر 22, 2024

غزوة ذات العُشَيرة

الثالثة غزوة ذات العُشَيرة [8]: بضم العين المهملة وشين معجمة وقيل مهملة مفتوحة بعدها مثناة تحتية وراء مهملة على لفظ التصغير، ويقال بزيادة هاء في ءاخره وبعدمه نسبت إلى المكان الذي وصلوا إليه وهو موضع لبني مدلج [بناحية الينبع] وبين ينبع والمدينة [تسعة برد]، خرج إليها في جمادى الأولى وقيل الآخرة على رأس ستة عشر شهرًا من مهاجرته، وحمل لواءه وكان أبيض حمزة بن عبد المطلب، خرج من المدينة في خمسين ومائة وقيل من مائتين من المهاجرين وثلاثين بعيرًا يعتقبونها، ولم يُكرِه أحدًا على الخروج فسلك صلى الله عليه وسلم على نقب بني ذبيان فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر فصلى عندها فثم مسجده وصُنع له طعام فأكل هو وصحبه، فوضع الأثافي أي حلقة في البرمة معلوم هناك، ثم ارتحل فهبط بليل فنزل بمجتمعه واستقى له من بئر الضبوعة ثم سلك الفرش حتى لقي الطريق بصخيرات اليمام ثم اعتدل حتى نزل ذات العشيرة يعترض لعير قريش لما نزلت من الشام فوجدها مضت بأيام، فوادع بني مدلج ورجع ولم يلق حربًا، وأقام فيها أيامًا من جمادى الآخرة، وكنى فيها عليًّا رضي الله عنه بأبي تراب جين وجده نائمًا وعمار بن ياسر وقد علق به تراب فأيقظه برجله وقال: “ما لك أبا تراب” [9] لما رأى عليه من التراب، ثم قال: “ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين أحيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا علي على هذه” ووضع يده على قرنه حتى تبتل منها هذه وأحذ بلحيته [10].

وقول الناظم: “ثم بواط” أي بعد غزوة الأبواء غزوة بواط، وقوله: “بعد” بضم الدال أي وبعد بواط العشير.

[8] راجع تفصيل الغزوة في: طبقات ابن سعد [2/6]، السيرة النبوية [1/598]، تاريخ ابن جرير [2/14]، الدرر [ص/105]، عيون الأثر [1/262]، الكامل [2/112]، فتح الباري [7/280].

[9] قصة تكنية النبي لعليّ بأبي تراب أخرجها البخاري في صحيحه: كتاب مناقب الأنصار: باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه، ومسلم في صحيحه: كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

[10] أخرجه أحمد في مسنده [4/273]، والحاكم في المستدرك [3/141].