الخميس ديسمبر 26, 2024

غزوة حمراء الأسد

الحادية عشرة غزوة حمراء الأسد [25]: تأنيث أحمر مضافة إلى الأسد موضع على ثمانية أميال من المدينة عن يسار الطريق إذا أردت الحليفة، سار النبي ثاني يوم أحد ونادى مناديه بطلب العدو وأن لا يخرج معنا أحد إلا من حضر يومنا بالأمس، و[أذن] لجابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام فخرج وكان تخلف عن أحد لوصية أبيه له، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم وسار حتى وصل بحمراء الأسد ودفع لواءه وهو معقود لم يحل إلى عليه أو إلى أبي بكر إظهارًا للقوة وإرهابًا للعدو ولئلا يظنوا بالمسلمين الوهن، فأقام بها ثلاثًا وكان يوقد كل ليلة خمسمائة نار حتى تُرى من البعد، وذهب صوب معسكرهم ونيرانهم في كل وجه، وغاب خمسًا ثم رجع إلى المدينة يوم الجمعة ومر به هناك معبد بن أبي معبد الخزاعي، وكانت خزاعة مسلمهم وكافرهم عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أي معبد مشرك يومئذ قال: يا محمد قد عز علينا ما أصابك في أصحابك وردنا أن الله عافاك فيهم، وتوجه فلقي أبا سفيان ومن معه بالروحاء وقد اجمعوا الرجعة إلى المسلمين فقالوا: ما وراءك قال: محمد خرج في أصحابه يطلبكم في جمعٍ لم أر مثله قط يتحرقون عليكم تحرقًا اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم وندموا وبهم من الحنق عليكم ما لم أر مثله، قال: لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم [قال:] فإني أنهاك فلا أرى أن ترحل حتى ترى نواصي الخيل، فثنى ذلك أبا سفيان عن الرجعة ورجع.

[25] راجع تفصيل هذه الغزوة في: طبقات ابن سعد [2/37]، السيرة النبوية [2/101-102]، الدرر [ص/167]، عيون الأثر [2/53]، الكامل [2/164].