غزوة بني لحيان
الثامنة عشرة غزوة بني لحيان [32]: بكسر اللام وفتحها، أرخها ابن سعد في ربيع الأول سنة ست، وابن أسحاق في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح قريظة، وذلك أن المصطفى وجد على أهل الرجيع خبيب بن عدي وعاصم بن ثابت وأصحابهما المقتولين بالرجيع وجدًا شديدًا، فأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرة وخرج في مائتي راكب حتى انتهى إلى منازلهم بقرب عسفان فوجدهم حذروا وتمنعوا في رءوس الجبال فلم يقدر منهم على أحد، فلما أخطأه من غرتهم ما أراد قال: “لو أنا هبطنا عسفان لرأى أهل مكة أنا قد جئنا مكة” فجاء حتى نزل عسفان، ثم بعث أبا بكر في عشرة فوارس حتى بلغوا كراع الغميم قم كروا فلم يلقوا أحدًا، وراح رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلًا إلى المدينة بعد غيبته أربع عشرة ليلة فسمعه جابر وهو يقول: “ءايبون تائبون لربنا حامدون، أعوذ بالله من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال”.
[32] راجع تفصيل هذه الغزوة في: طبقات ابن سعد [2/60]، السيرة النبوية [2/279]، تاريخ ابن جرير [2/105]، الدرر [ص/197]، عيون الأثر [2/119]، الكامل [2/188].