عِصْمَةُ الأَنْبِيَاءِ
اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الأَنْبِيَاءَ مَعْصُومُونَ عَنِ الْكُفْرِ قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَبَعْدَهَا، وَكَذَلِكَ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ كَالزِّنَى وَأَكْلِ الرِّبَا وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَأَمَّا الذُّنُوبُ الصَّغِيرَةُ فَمَا كَانَ مِنْ صَغَائِرِ الْخِسَّةِ وَالدَّنَاءَةِ فَهُمْ مَعْصُومُونَ مِنْهَا قَبْلَ النُّبُوَّةِ وَبَعْدَهَا. وَأَمَّا الصَّغَائِرُ الَّتِي هِيَ غَيْرُ صَغَائِرِ الْخِسَّةِ فَقَدْ ذَهَبَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ وَمِنْهُمُ الإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى أَنَّهُ تَجُوزُ فِي حَقِّهِمْ كَالْمَعْصِيَةِ الَّتِي حَصَلَتْ مِنْ ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَالَ تَعَالَى ﴿وَعَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى﴾ [سُورَةَ طَه/121]، وَلَكِنَّهُمْ يُنَبَّهُونَ فَوْرًا فَيَتُوبُونَ قَبْلَ أَنْ يَقْتَدِيَ بِهِمْ فِيهَا غَيْرُهُمْ، وَهَذَا هُوَ الْقَوْلُ الصَّوَابُ.