السبت ديسمبر 13, 2025

عمل المولد بدعة حسنة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد طه الأمين. أما بعد يا أحبابنا ففي شهر ربيع الأول شع نور النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وفي الثاني عشر من شهر ربيع الأول كان مولد خير الكائنات محمد عليه الصلاة والسلام، والاحتفالات تتوالى والخطب في مدح نبينا محمد تتكاثر وتتلالا والأناشيد والأشعار في مدح خير البرية ﷺ تتتالى وتتعالى تعلو بها حناجر المنشدين حبا برسول الله ﷺ. والاحتفال بمولد الرسول ﷺ من البدع الحسنة فهذا العمل لم يكن في عهد النبي ﷺ ولا فيما يليه إنما أُحدث في أوائل الستمائة للهجرة واستحسن ذلك العمل العلماء في مشارق الأرض ومغربها منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني وتلميذه الحافظ السخاوي وكذلك الإمام الحافظ السيوطي. وإليكم الآن كتاب الحاوي للفتاوى تأليف الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911 هـ. هذا الكتاب طبع دار الفكر لبنان الجزء الأول طبع سنة 1424هـ. في هذا الكتاب في الصحيفة 221 للإمام السيوطي رسالة سماها حسن المقصد في عمل المولد. يقول : “الحمد لله وسلام على عباده الذي اصطفى، وبعد، فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ما حكمه من حيث الشرع وهل هو محمود و مذموم، وهل يُثاب فاعله أولا. والجواب عندي، أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي وما وقع في مولده من الآيات ثم يُمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف. أول من أحدث فعل ذلك صاحب اربل الملك المظفر ابو سعيد كوكبري بن زين الدين علي بن بكتكين احد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد وكان آثار حسنة وهو الذي عَمر  الجامع المظفري بسفح قاسيون“. هذا يا أحبابنا ما عليه علماء أهل السنة والجماعة فاحتفلوا بمولد النبي ﷺ وازدادوا حبا برسول الله ﷺ والحمد لله رب العالمين.