الخميس نوفمبر 21, 2024

 

عمرو خالد يمتدح كتب المتطرّف سيد قطب
‏‏‏‏‏‏‏‏‏ويعتبره شهيدًا

قال عمرو خالد في كتابه المسمى «عبادات المؤمن» صحيفة (212): «وبعض الوسائل المعينة على تدبر القرءان قراءة بعض تفاسير القرءان لمعرفة ما قد يغمض منه من كلمات أو يدق من معانٍ ويفضل أن نبدأ بتفسير ابن كثير فهو تفسير بسيط فإن أردت أن تستزيد فاقرأ في «ظلال القرءان».‏‏‏‏‏‏‏اهـ.

  • وقال في صحيفة (225) من الكتاب نفسه: «وأنصح في هذا السياق بقراءة كتاب «التصوير الفني في القرءان» للشهيد سيد قطب».‏‏‏‏‏‏‏اهـ.

‏‏‏‏‏‏‏‏‏الرَّدُّ:

‏ عمرو خالد إما جاهل وإما مدلس وإما أنه جمع بين الاثنين واتباعُهُ في كل من الحالين خطر شديد ومصيبة.

ولن نبتدئ بإعلان الحكم من حيث الشرع على سيد قطب؛ بل سنترك الحقائق تدلي بدلوها في هذا المجال فانظروا إلى بعض أقوال سيد قطب:

‏‏‏‏‏‏‏‏‏يقول سيد قطب في كتابه المسمّى «في ظلال القرءان» (الجزء 6 صحيفة 4002) عن قوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}: «‏‏‏‏‏‏‏إنها أحدية الوجود فليس هناك حقيقة إلا حقيقته وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده).

الرَّدُّ:

إن هذا الكلام صريح بالحلول والوحدة المطلقة، يعني: أن الله تعالى حل بالأشياء واتحد معها فصار هو عين الأشياء وصارت الأشياء على زعمه عين الله وهذه عقيدة غلاة المتصوفة والزنادقة ومن لف لفهم.

‏‏‏‏‏‏‏‏‏فقوله: (فليس هناك حقيقة إلا حقيقته)؛ يعني: أن العالم وهم أو معدوم أو يعني أن العالم والله شيء واحد وفي الحالين هذا تكذيب لقوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ففيه إثبات وجود الله وإثبات وجود العالم حقيقة.

‏‏‏‏‏‏‏‏‏ويقول سيد قطب في صحيفة (4003): «ومنهج يربط مع هذا بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب والأنس والتعاطف والتجاوب فليس معنى الخلاص من قيودها وكراهيتها والنفور منها والهروب من مزاولتها فكلها خارجة من يد الله وكلها تستمد وجودها من وجوده وكلها تفيض عليها أنوار هذه الحقيقة فكلها إذن حبيب إذ كلها هدية من الحبيب».

‏‏‏‏‏‏‏‏‏فانظر إلى عبارته القبيحة «ومنهج يربط مع هذا بين القلب البشري وبين كل موجود برباط الحب والأنس والتعاطف والتجاوب».

‏‏‏‏‏‏‏‏‏وهنا نسأله: ‏‏‏‏‏كيف يحب المؤمن ويأنس ويتعاطف ويتجاوب مع الكفر والخمر والشر والخنزير والمساوئ ما هذا الضلال‏‏‏‏‏‏‏‏‏؟

وانظر إلى هذا الكفر الصريح حيث يقول فكلها إذن حبيب إذ كلها هدية من الحبيب ما هذه الإباحية فإذا كل مخلوق حبيب وهدية من الحبيب بزعمك يا سيد قطب فلماذا أمرنا بمحاربة الكفر والفسوق والضلال والشر ولماذا أعلنتَ الثورة على الحاكم والمحكوم وكفرت المسلمين وسالت الدماء كالشلالات ولا تزال بسبب أفكارك السوداء.

وقد وصل ضلال سيد قطب إلى درجة أنّ الأمين العام السابق لحزب الإخوان في سوريا عبد الفتاح أبو غدة مع ما له من الشذوذ لم يستطع التغطية على فساد أقوال سيد قطب و‏‏‏‏‏‏‏‏اضطر إلى إعلان ضلاله وتكفيره فلقد جاء في مجلة الأمة جمادى الأولى 1405هـ بقلم عبد الفتاح أبو غدة تحت عنوان: «‏‏تعبيرات خاطئة‏» ‏‏‏‏‏صحيفة (14 – 16): «‏‏إ‏‏‏‏‏‏‏‏‏ن سيد قطب سمى الله بالعقل المدبر ولا يجوز إطلاق العقل على الله، فالله جلَّ شأنه منزه عن الوصف بمثل هذا وهذه العبارات وأمثالها تكررت في كتاب «‏‏في ظلال القرءان‏» ‏‏‏‏‏كثيرًا كثيرًا‏».‏‏‏‏‏‏اهـ.

ويقول أبو غدة: «‏‏إن هذا لا يفيد التبجيل ولا التعظيم في حق الله؛ بل يوهم النقص والشبه بالمخلوقات»، ويقول: «‏‏وهذا خطأ فاحش شديد وإن معتقده يخرج من الإسلام‏».‏‏‏‏‏‏اهـ.

نقول: قوله عن الله بأنه العقل المدبر ذكره في تفسير سورة عمَّ (مجلد 6 صحيفة 3804 طبعة دار الشروق).

هذا وقد درجت عادة سيد قطب على تشبيه الله بمخلوقاته حيث يسمى الله تعالى «‏‏بالريشة المبدعة‏»، و«‏‏الريشة المعجزة‏»، و‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏«الريشة الخالقة‏» ‏‏‏‏‏حيث يقول في كتابه «‏‏‏‏‏‏‏‏‏الظلال» (الجزء 2 صحيفة 204): «‏‏هذه اللمسات العجيبة من الريشة المبدعة‏» ‏‏‏‏‏سمّى الله ريشة ونسب إليه اللمس وهذه عقيدة تجسيمية خبيثة.

وكل ما قاله سيد قطب في الشأن هو تكذيب للقرءان الكريم قال تعالى: {‏‏‏‏‏‏‏‏‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ} [سورة الشورى: 11]، وقال أحد أئمة السلف الإمام الطحاوي: «‏‏ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر‏»‏‏‏.

وها هو سيد قطب وكما أسلفنا في ابتداء الحديث يصرح بعقيدة الحلول فيقول في (المجلد 6 صحيفة 3481) وفي تفسير سورة الحديد عن الآية: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ}: «‏‏وهي كلمة على الحقيقة لا على الكناية والمجاز والله تعالى مع كل شيء ومع كل أحد في كل وقت وفي كل مكان‏».‏‏‏‏‏‏اهـ.

وهذا يؤكد عقيدته الحلولية في الله تعالى حيث جعل الله بزعمه يحل في كل شيء وينحل فيه كل شيء، تعالى الله عما يقوله الملحدون علوَّا كبيرًا هذا وقد نقل الحافظ السيوطي في كتابه «‏‏الحاوي للفتاوي‏» ‏‏‏‏‏إجماع المسلمين على تكفير من قال بالحلول أو الاتحاد.‏‏‏‏‏‏‏‏‏اهـ. ولا شك أن كل مسلم يعرف كفر من يزعم أنّ الله منتشر كالهواء في الأماكن والجهات.

وقال الشيخ ابن العربي: «‏‏من قال بالحلول فدينه معلول»، وقال الشيخ عبد الغني النابلسي في «‏‏الفيض الرباني‏»: «‏‏‏‏‏‏من قال إن الله انحل منه شيء أو انحل في شيء فقد كفر‏»، و‏‏‏‏‏‏‏‏قد روى الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي في «‏‏إتحاف السادة المتقين‏» ‏‏‏‏‏بالإسناد المتصل عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه قال: «‏‏سبحانك أنت الله لا إلـٰه إلا أنت لا يحويك مكان لا تُحَسُّ ولا تُمَسُّ ولا تُجَسُّ‏».

ولزيادة بيان عقيدة سيد قطب الحلولية انظر ماذا يقول في تفسيره عند قوله تعالى: {‏‏‏‏‏‏‏‏‏إِنّيِ خَالِقٌ بَشَرًا} (الجزء‏‏‏‏‏‏‏‏‏4 صحيفة 2140 طبعة دار الشروق) يقول: «‏‏ولا نملك أن نسأل كيف تلبست نفخة الله الأزلي الباقي بالصلصال المخلوق الفاني إنه يقول يتلبس الخالد بالفاني فالجدل على هذا النحو عبث عقلي؛ بل عبث بالعقل ذاته…‏»، ثم يقول: «‏‏وكيف يتلبس الأزلي بالحادث ثم ينكر أو يثبت أو يعلل بينما العقل الإنساني ليس مدعوًا أصلًا للفصل في الموضوع‏».‏‏‏‏‏‏اهـ.

الرَّدُّ:

إن ما قاله هو عين الحلول والاتحاد وما أشبه كلامه هذا في سيدنا ءادم بقول النصارى في سيدنا عيسى حيث يقولون بحلول وتلبس اللاهوت بالناسوت ولا خلاف بين المسلمين أن الملَك هو الذي نفخ الروح في ءادم وعيسى بأمر الله، وقوله تعالى {‏‏‏‏‏‏‏‏‏رُّوحِي}، أي: روح مِلكٌ لله مشرفة عند الله كإضافة البيت إليه في قوله: {‏‏‏‏‏‏‏‏‏وَطَهِّرْ بَيْتِيَ} [سورة الحج: 26]، أي: البيت الذي هو ملك لله ومشرف عنده وليس المراد في هذه الآيات حلول الله في ءادم ولا في عيسى ولا في الكعبة لا يشك في ذلك مسلم.

وها هو سيد قطب يكفر البشرية بجملتها فيقول في (مجلد 2 صحيفة 1077): «‏‏إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إلـٰه إلا الله فأعطت لهؤلاء العباد خصوص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء‏» ‏‏‏‏‏ثم يتابع قائلًا: «‏‏البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمة لا إلـٰه إلا الله بلا مدلول ولا واقع وهؤلاء أثقل إثمًا وأشد عذابًا يوم القيامة؛ لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد‏».

ويقول في (المجلد الثالث صحيفة 1198) إن من أطاع بشرًا في قانون ولو في جزئية صغيرة فهو مشرك مرتد عن الإسلام مهما شهد أن لا إلـٰه إلا الله.

ثم يؤكد تكفيره لكل البشرية فيقول في صحيفة (1257) المجلد الثالث بأن الإسلام اليوم متوقف عن الوجود مجرد الوجود وإننا في مجتمع جاهلي مشرك.

فيا عمرو خالد هذا الذي يكفر الأمة بجملتها من غير استثناء حتى المؤذنين في مشارق الأرض ومغاربها هذا كيف تعتبره شهيدًا فضلًا عن أن تعتبره مسلمًا؟ هذا الذي تسبب بمستنقعات الدماء وكفر الأمة كل الأمة هل هذا يعتبر شهيدًا؟ هل هذا الذي يرى أن الخالق والمخلوق واحد كما نقلنا عنه يعتبر مسلمًا؟…

فالعجب العجاب كيف تُقَدَّم الزنادقة والملحدين على أنهم شهداء وقادة للأمة، أليس في كلامه تكفير من يعمل بالقانون ولو بجزئية واحدة؟

‏‏‏‏‏‏‏‏‏ونحن نسألك يا عمرو ألست تتعاطى القضايا القانونية ألست تسافر بما يسمى «‏‏جواز السفر‏» «‏‏باسبور‏» ‏‏‏‏‏ألست تحصل على «‏‏فيزا‏» ‏‏‏‏‏ألست تقوم بمعاملات حكومية قانونية لإثبات ملكية أو دفع ضريبة أو لبيع أو لمطلق عقد مع دار نشر أو تلفزيون أو بنك على حسب ما يقرره بصرف النظر عن حكم الشرع فيه فأنت يا عمرو كافر بنظر سيد قطب الذي تسميه شهيدًا؛ لأنك تقوم بهذه المعاملات القانونية.

ثم اسمع يا عمرو إلى من تسميه شهيدًا وإلى من تنصح بمطالعة كتبه كيف يذم الفقه الإسلامي والاشتغال به فيقول: (المجلد الرابع صحيفة 2012) في تفسير سورة يوسف: «‏‏إن العمل في الحقل الفكري للفقه الإسلامي عمل مريح؛ لأنه لا خطر فيه ولكنه ليس عملًا للإسلام ولا هو من منهج هذا الدين ولا من طبيعة وخير للذين ينشدون الراحة والسلامة أن يشتغلوا بالأدب وبالفن أو بالتجارة أما الاشتغال بالفقه الآن على ذلك النحو بوصفه عملًا للإسلام في هذه الفترة فأحسب والله أعلم أنه مضيعة للعمر وللأجر أيضًا‏»‏‏‏.

فها هو ومن خلال هذا النص يعتبر:

  • إن الفقه ليس عملًا للإسلام.
  • وليس من منهج هذا الدين.
  • ‏‏‏‏‏‏‏‏‏ولا من طبيعته.
  • ‏‏‏‏‏‏‏‏‏وإنه خير لمن أراد الراحة أن يشتغلوا بالأدب.
  • ‏‏‏‏‏‏‏‏‏أو بالفن (الرقص، الغناء، النحت، الرسم…).
  • ‏‏‏‏‏‏‏‏‏أو بالتجارة.
  • ‏‏‏‏‏‏‏‏‏أما الاشتغال بالفقه في هذه الفترة فيحسب أنه مضيعة للعمر.
  • ‏‏‏‏‏‏‏‏‏وللأجر.

فسيد قطب يرى أن الفقه أعدى أعدائه؛ لأنه يكشف عوره وعيوبه ومؤامراته على الإسلام. فكل الذين فجروا التفجيرات في الساحات وقتلوا الأبرياء في المدن والقرى والطرقات والباصات هنا وهنالك نتيجة لتأثرهم بأفكار سيد قطب لو كانوا متفقهين في دينهم لما شاركوا في مثل هذا العمل؛ بل السبب هو تأجيج العواطف وخلو القلب من الفقه.

فيا عمرو خالد بعد كل هذا ومع اشتهار أفكار سيد قطب وسيرته بين الناس كيف تحث الناس على قراءة كتبه واتباع طريقة وتحمسهم على قراءة تفسيره وهو ليس عالـماً ولا درس العلم على أحد بل تحول من صحافي ماجن ملحد يدعو إلى العُرْي التام في الطرقات إلى ادّعاء الإرشاد والتعليم والتوجيه الديني والتفسير القرءاني. كيف تطاوعك نفسك على دعوة الناس إلى الإقبال على كتب هذا الرجل أم أنك تخفي في قلبك شبيه ما كان يعلنه سيد قطب.

كيف تعتبر مثل هذا شهيدًا أو تقدمه للأجيال مثالًا يحتذونه؟! هداك الله قبل فوات الأوان ومجيء يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.