الرَّدُّ:
هذا الكلام مخالف لمذهب أهل السُّنَّة؛ بل هو من قول غلاة المعتزلة ولم يكن مناسبًا لعمرو أن يتبنى مذهب المعتزلة الذين انحرفوا عن الدين ومن شدة تأثر عمرو خالد بهذه المقولة حرَّف الحديث من أجل أن يناسب هذه العقيدة الخبيثة فلقد ذكر في كتابه المسمّى «عبادات المؤمن» صحيفة (188): «من قال: رضيت بالله ربَّا وبالإسلام دينَّا وبمحمد نبيَّا ورسولًا وجب على الله أن يرضيه في يومه ذلك».اهـ. ثم يقول عمرو رواه أبو داود وابن ماجه والإمام أحمد.
نقول: رجعنا إلى المصادر فلم نجد لفظ الحديث في أبي داود تحت 2425 ولا عند أحمد تحت رقم 3/107 كما أشار عمرو.
أما في ابن ماجه فهذه روايته: «ما من مسلم أو إنسان أو عبد يقول حين يمسي وحين يصبح: رضيت بالله ربَّا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًّا إلا كان حقًّا على الله أن يرضيه يوم القيامة»، ومعنى: حقًّا على الله أي وعدًا منجزًا فمن أين أتيت بلفظ وجب على الله. فيا عمرو قل لنا بالله عليك لماذا غيّرت لفظ الحديث ألم تعلم أن الله لا يجب عليه شيء وإنما العباد تجب عليهم أمور وتحرم أمور، ألم تقرأ قول الله تعالى: {لَا يُسْئَلُ عَمَّ يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ} [سورة الأنبياء: 23] أم قرأت وحرفت لغرض في قلبك وفي الحالين يا حسرة لمن يستمع لك ويأخذ بكلامك فإنه سيندم يوم القيامة حين لا ينفع الندم إلا إذا تدارك نفسه ونبذ أقوالك وعقائدك الفاسدة قبل الموت.