قال عمرو خالد في كتابه المسمّى «عبادات المؤمن» صحيفة (174): وذلك تحت عنوان (عبادة الذكر شرطها: الإكثار).
«ولكن هذه العبادة لها شرط واحد وهو الإكثار إذ لا ينفع معها القليل».اهـ. ثم يقول عمرو (ص175): «ولذا لا ينفع أن نقول مرة واحدة مثلًا: أستغفر الله».اهـ.
الرَّدُّ:
سنترك الآن عمرو خالد يرد على عمرو خالد فقد ذكر عمرو في الكتاب نفسه صحيفة (182): «وروي في الأثر، سيدنا سليمان u مر بموكبه وجنوده ورجاله ذات يوم على فلاح بسيط يحرث في أرضه فقال ذلك الفلاح: لقد صار ملك ءال داود عظيمًا فنظر إليه سيدنا سليمان u وقال: والله لتسبيحة في صحيفة المؤمن خير مما أعطي سليمان وأهله فإن ما أعطي سليمان يزول والتسبيحة تبقى».اهـ. فهذا إفحام منك عليك يا عمرو فكيف تزعم إنه لا ينفع ألا تتقي الله في نفسك وفي المسلمين أيها المتجرئ على الله ألم تسمع بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سبحان الله والحمد لله تملآن ما بين السماء والأرض» ثم يقول: «وفي كل تسبيحة صدقة وفي كل تحميدة صدقة وفي كل تهليلة صدقة».
وقوله: في كل تسبيحة، أي: في قول سبحان الله مرة واحدة.
وقوله: تحميدة، أي: قول الحمد لله مرة واحدة وكذلك التهليلة، أي: قول لا إلـٰه إلا الله مرة واحدة فالرسول يقول له في كل واحدة صدقة بينما عمرو خالد قال لا ينفع فمن نصدق يا عمرو؟…
هل الرسول اشترط ما اشترطت من أنه لا بد من الإكثار كما زعمت هذا وكتب والأذكار طافحة بالأحاديث التي تثبت أن الذكر ولو مرة واحدة فيه نفع عظيم فراجع يا عمرو وتدبر ولا تدع الشيطان يوحي إليك وذلك بأن يتخذك وليًّا له.
ألم تتدبر يا عمرو في قوله صلى الله عليه وسلم: «وسبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السموات والأرض» ثم تقول لا ينفع، أعوذ بالله من الجهل.
يا عمرو إن الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} [الأحزاب: 41]، معناها: إرشاد إلى الأحسن والله يرشدنا إلى الأحسن وهذا الأمر (بكثرة الذكر) إنما هو على سبيل الاستحباب وليس على سبيل الوجوب، وإنما أشكل عليك هذا لأنك ما تعلمت علم أصول الفقه ولو تعلمت ذلك لما قلت ما قلت؛ لأن الأمر إنما يكون على سبيل الوجوب تارة وعلى سبيل الاستحباب تارة أخرى والمثال على الاستحباب قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تصاحب إلا مؤمنًا ولا يأكل طعامك إلا تقي» فشرعًا يجوز للمسلم أن يطعم غير المؤمن قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا} [سورة الدهر: 8]: والأسير هو: الكافر بإجماع المفسرين، ويجوز أن يصاحب غير التقي.
ونختم بردٍ من عمرو خالد حيث قال في كتابه المسمى «عبادات المؤمن» صحيفة (184): يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمـٰن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم».اهـ. رواه البخاري ومسلم فهل لك أن تقول بعد كل ذلك إن الذكر القليل لا ينفع يا عمرو.
ثم إن عمرو يذكر في كتابه نفسه فيقول في الصحيفة (190): «دعاء مباشرة الزوجة اللَّهُمَّ جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فمن قال ذلك – وقضى الله له ولزوجته بولد – لم يضره الشيطان أبدًا».اهـ.
ثم علق عمرو خالد على الحديث قائلًا: «سبحان الله، (ذكر واحد)، يقي الولدَ الشيطانَ».اهـ.
وهنا نسأل عمرو خالد كيف حصل النفع بذكر واحد فقط وليس بالكثير كما ذكرت.