الرَّدُّ:
ما كنَّا ندري أن عمرًا جاهل إلى هذا الحد أو أنه يتجاهل ولا ندري كيف ينصت له هذا الجمهور وكأنهم لا يعرفون من أمر الدين شيئًا فلا يعقب عليه أحد ولا يرد عليه رادٌ.
قال شارح البخاري الحافظ ابن حجر في «باب من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها» إن الله لما منع بني إسرائيل من دخول بيت المقدس وتركهم في التيه أربعين سنة إلى أن أفناهم الموت فلم يدخل الأرض المقدسة مع يوشع إلا أولادهم ولم يدخلها معه أحد ممن امتنع أن يدخلها ومات هارون ثم موسى عليهما السلام قبل فتح الأرض المقدسة على الصحيح فكأن موسى لما لم يتهيأ له دخولها لغلبة الجبارين عليها ولا يمكن نبش بعد ذلك لينقل إليها طلب القرب منها؛ لأن ما قارب الشيء يعطى حكمه.اهـ.
لو استطاع u أن يدفن في بيت المقدس ما طلب أن يدفن خارجها بقربها.
ولو كان سيدنا موسى قد دفن في بيت المقدس لما كان هذا مسوغًا ليطالب غير المسلمين بهذه الأرض؛ لأن سيدنا موسى كان مسلمًا ككل الأنبياء وأما اليهود الموجودون اليوم فلا يسمون أتباع موسى يا عمرو؛ لأنهم غير مؤمنين كذبوا على سيدنا موسى وحرفوا شرعه.
ولو كان ما ذكرته معتبرًا لطلب الأنبياء الذين دفنوا في فلسطين أن يدفنوا خارجها ولكنهم لم يفعلوا وذلك أنّ ما ذكرته لا أصل له ولم يَردْ ما يدل على أنه خطر مجرد خطور في بال سيدنا موسى فاتق الله يا عمرو واعلم بأن الكذب على الأنبياء ليس كالكذب على غيرهم، والله المستعان.