الخميس مارس 28, 2024

عمرو خالد يدعو الزوج ليتفنن
بالكذب على زوجته

يقول عمرو خالد في كتابه المسمى «أخلاق المؤمن» (ص122) تحت عنوان متى يجوز الكذب؟: «‏ثالثًا: الكذب على الزوجة ليس المقصود بالكذب على الزوجة أن يخونها ويكذب عليها ولكن يكون الكذب عليها فيما يرضيها ويصلحها فتقول مثلًا:

أنت أجمل من في الكون.

تَفَنَّنْ في الكذب في هذه النقطة‏».اهـ.‏

الرَّدُّ:

لم يسبق أحدٌ هذا الرجل للدعوة إلى التفنن في الكذب على الزوجة في نحو هذا وإنما الذي ذكره الفقهاء هو الكذب عليها خوف نشوزها ولجلبها إلى الطاعة إذا كانت ممتنعة ومثال ذلك ما لو اشترى لها لباسها بثمن قليل وكان يعلم أنه لو قال لها حقيقة الثمن أو سكت عن ذلك يحصل منها النشوز فعند ذلك يكذب عليها في ذلك دفعًا لتلك المفسدة، هذا الذي قرره أهل العلم في كتبهم لا كما قال هذا الرجل ولكن من لم يدرس كتب أهل العلم على أهلها كيف يفهم ما فيها؟! ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

والحديث الذي هو أصلٌ في هذا الموضوع ما رواه مسلم عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط قالت: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث الرجل يقول القول يريد الإصلاح والرجل يقول القول في الحرب والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها.

وفي رواية لابن جرير: رجل كذب امرأته ليستصلح خلقها([1]).اهـ. وهي تبيّن المراد وتفسّر الرواية الأولى كما لا يخفى.

نقول: أما إن كانت الأمور على ما يرام بينه وبينها فلا داعي للكذب مطلقًا؛ لأنه انتفت الحاجة إلى ذلك ولا مصلحة لهما في ذلك.

[1])) شرح إحياء علوم الدين، ج9، ص268.