علم الدين هو السلاح الذي تدافع به شياطين الإنس والجن
ليعلم أن طلب العلم فيه ثواب عظيم، يكفي في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع”. رواه الترمذي. يعني يكون ثوابه مثل ثواب المجاهد في سبيل الله. والمجاهد في سبيل الله معلوم ثوابه. في الجنة مائة درجة أعدت للمجاهدين ما بين الدرجة والدرجة كما بين السماء والأرض. فالذي يخرج لطلب العلم يكون ثوابه مثل ثواب المجاهدين لذلك قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:” طلب العلم أفضل من صلاة النافلة”. رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه. وقال أحد الأولياء الصالحين: واعلم رحمك الله أن الاشتغال بعلم الدين أفضل من صلاة النافلة، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر:” يا أبا ذر لأن تغدو فتتعلم ءاية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتتعلم بابا من العلم خير لك من أن تصلي ألف ركعة”. أي من النفل، وهو حديث ثابت حسن رواه ابن ماجة وغيره. فهذا الحديث يدل على أن غدو الشخص أي ذهابه إلى عالم فيتعلم بابا من العلم أفضل من ركعات التراويح والوتر في رمضان كله، لأن عددها في ثلاثين ليلة ستمائة وتسعين، فيكون معنى الحديث أن الذي يغدو إلى عالم فيتعلم باب الإستنجاء أو باب التيمم أو باب غسل الجنابة أو باب الوضوء أو غير ذلك أفضل من هذه الركعات الستمائة والتسعين التي هي ركعات التراويح مع الوتر، وفضل الاشتغال بالعلم درجة عالية فلا تقصروا في طلب العلم ولا تشبعوا من علم الدين فإن الله تعالى أمر نبيه بطلب الزيادة من العلم فقال سبحانه وتعالى: وقل رب زدني علما. وقال صلى الله عليه وسلم: لا يشبع مؤمن يسمع خيرا ، حتى يكون منتهاه الجنة. رواه الحاكم.