الجمعة نوفمبر 22, 2024

علماء المذاهب الأربعة على التحذير من كلمات الكفر (2)

ومما ينبغي بيانه أنّ بعض الوهابية وجماعة سيد قطب أرادوا أن ينفروا الناس مِنا أهل السنة فصاروا يقولون إننا نكفر العلماء ومرادهم بذلك ابن تيمية وسيد قطب.
نقول: أما ابن تيمية فإننا تبعنا فيه العلماء الذين قبلنا فقد كفره الشيخ علاء الدين البخاري حتى قال (من سمّى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر) اهـ وقال ابن حجر الهيتمي في حاشية مناسك النووي، حاشية ابن حجر الهيتمي على الإيضاح ص – 214 (ولقد كفره كثير من العلماء) اهـ ثم إننا رأينا في عدد من كتبه قوله إن الله لم يسبق جنس العالم بالوجود بل هو وجنس العالم قديمان أزليان وذلك في كتابه المسمى منهاج السنة النبوية (انظر الكتاب 1 – 83 و109) وكتابه المسمى موافقة صريح المعقول (انظر الكتاب 2/64 و75 و245) وكتابه شرح حديث عمران بن حصين (انظر الكتاب ص/193 ومجموع فتاوى 18/239) وكتابه نقد مراتب الإجماع (انظر الكتاب ص/168) وشرح حديث النزول (انظر الكتاب ص/161) وقال في شرح حديث عمران بن الحصين (انظر الكتاب ص/193) إن ذلك كمال لله تعالى.

وقال الشيخ جلال الدين الدواني في شرح العضدية (شرح العضدية ص/13) (وقد رأيت في تأليف لأبي العباس أحمد بن تيمية القول بالقدم الجنسي في العرش) يعني أن العرش قديم مع العالم لم يزل موجودًا لكن بجنسه ليس كل فَرْد من أفراده ومعنى ذلك أن العرش يتجدد وجوده من عدم إلى وجود ومن وجود إلى عدم كلَّ وقت.

وأما سيّد قطب فإنّه يقول في تفسيره (انظر كتابه المسمى في ظلال القرءان 6/3481) إنَّ الله مع كل أحد في كلّ مكان حقيقة لا كنايةً ومجازًا، وسمّى الله في موضع ءاخر القوة الخالقة (انظر المصدر السابق 1/40) فقال إرادةُ القوّة الخالقة سمّى الله قوة والله يقول (إنَّ اللهَ هو الرزَّاق ذو القوّة) [سورة الذاريات/58] وقال في سيّدنا موسى إنه عصبيّ المزاج. انظر كتابه المسمى التصوير الفني في القرءان ص/162.

وليعلم أن أكثر فِرَق الضلال وجودًا اليوم المشبهة، والوهابية ها هم صريحًا يشبهون الله بخلقه والمشبّهُ كافر، وينشرون هذه العقيدة الفاسدة بين الناس فهل نسكت عنهم فيتوهم الناس أنهم على الإسلام ليتبعهم أكثر ممن تبعهم قبلُ ولتَهُون مخالفتهم لأهل الحق في العقيدة فيظن الجاهل أنهم من جملة المسلمين وأنّ تشبيه الله هو ما جاء به النبيّ الكريم صلى الله عليه وسلم، فهذا عبد الله بن حسن حفيد محمد بن عبد الوهاب قال في مكة قبل نحو سبعين سنة وهو ينزل من الدرج الله ينزل كنزولي هذا، شهد بذلك الشيخ عليُّ بن عبد الرحمن الصومالي وكان مجاورًا بمكةَ يناقش حسنًا هذا في عقيدتهم الفاسدة أحيانًا سمعه بأذنه يقول هذه الكلمة ثم سُفّر لأنه أظهر مخالفتهم، فهل نسكت عن تكفير مثل هذا، ألا نقتدي بالإمام أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل فإن كلاًّ منهم كفّر المجسم ومن أراد الاطلاع على نصوصهم فليطلب منا ذلك، وهل نسكت كما سكت غيرنا ممن يعرف ضلال هؤلاء بدعوى توحيد الصف الإسلامي بزعمه، وهل إنكار المنكر تفريق لصف المسلمين حاشا وكلا، فإن تكفير الكافر ليس تفريقًا للصف بل بيان للحق، وكيف توحّد الصف مع من يكفرك ويستحل دمك؟! فالوهابية يروننا كفارًا بل يرون كل من ليس وهابيًّا كافرًا وقد قال عدد من دعاتهم في مؤلفاتهم (قاتلوا الصوفية قبل أن تقاتلوا اليهود والمجوس) منهم صاحب الكتاب المسمّى المجموع المفيد من عقيدة التوحيد (انظر الكتاب ص/55) علي بن محمد بن سِنان المدرس في المسجد النبوي والجامعة المسمّاة بالجامعة الإسلامية.

والصوفية هم عباد الله الصالحون منهم الخلفاء الأربعة وكثير من التابعين وكثير من أتباع التابعين وقد ألف في بيان التصوف الحقيقي الحافظ أبو نعيم كتابه حلية الأولياء وذكر من بينهم الخلفاء الأربعة ومن بعدهم من الزهاد المنقطعين إلى الله ولا نعني بالصوفية من تشبه بهم وليس منهم ومن شواهد تكفير الوهابية للمسلمين أن شابًا حبشيًا درس في جامعة الوهابية المسماة الجامعة الإسلامية خمس سنوات ثم رجع إلى أهل بلده وصار يقول لهم أنتم كفار لأنكم تقولون يا محمد يا عبد القادر وتعبدون قبور المشايخ ثم قال لأبيه يا أبي أنت كافر فلم يتمالك الأب نفسَه بل ضربَه بالرّصاص فقتله ثم سلّم نفسه للحكومة وهذه الحادثة مضى عليها سنين.
وقد قال محمد بن عبد الوهاب إمامهم (من دخل في دعوتنا فله ما لنا وعليه ما علينا ومن لم يدخل فهو كافر مباح الدم). اهـ

وقال مفتي مكة الحنبلي عبد الله بن حميد الحنبلي النجدي في كتابه الذي ألفه في تراجم فقهاء الحنابلة من رجال ونساء والذي سماه السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة وقد ترجم فيه ثمانمائة عالم وعالمة قال في ترجمة عبد الوهاب بن سليمان والدِ محمد بن عبد الوهاب بعد أن أثنى عليه وعلى ابنه الشيخ سليمان أخِ محمد إنه أي محمد بن عبد الوهاب كان يكفر من يخالفه ويستحل قتله وذلك في (ص/276) من النسخة المطبوعة لأول مرة في الرياض.

وقد حصل قبل ثمانين سنة أن هاجموا شرقي الأردن فقتلوا ثلاثة ءالاف مسلم وزيادة وهم يرونهم كفارًا مستَحلّين سَفْك دمائهم بل كانوا يذبحون المسلم كما تذبح الشاة يقولون بسم الله كافر عدو الله اذبحوا الكافر، حتى إن بعض أهل الأردن من المسنين قال شاهدت وهابيًّا يذبح أردنيًّا وأنا صغير وهو يقول بسم الله كافر عدو الله، وبلغنا ذلك أيضًا من طريق خطيب مسجد في الأردن اسمه فراس سعد الدين هو سمع ذلك من رجل ءاخر كبير في السن أخبره أنه شهد ذلك رءاه بعينه وسمعه بأذنه في صغره منذ ثمانين سنة تقريبًا وقال كذلك رأيت الوهابي يقول للوهابي الآخر الذي يذبح الأردني المسلم لا تحرمنا بركته يريد المشاركة في الذبح، وفي المكتبات الأردنية وثائق كثيرة تشهد أيضًا لما ذكرنا.

يتبع…..في الجزء الثالث.