صل الأرحام
سَأَلَ أَحَدُ الصَّحَابَةِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِلًا يَا رَسُولَ اللَّهِ دُلَّنِى عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَقَالَ »أَطْعِمِ الطَّعَامَ وَصِلِ الأَرْحَامَ وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلِ الْجَنَّةَ بِسَلامٍ« رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ.
ففِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ مَنْ أَخَذَ بِهَذِهِ الْخِصَالِ دَخَلَ الْجَنَّةَ بِدُونِ عَذَابٍ وَإِحْدَى هَذِهِ الْخِصَالِ صِلَةُ الأَرْحَامِ.
فَالأَرْحَامُ هُمْ قَرَابَةُ الشَّخْصِ إِنْ كَانُوا مِنْ جِهَةِ الأَبِ أَوْ مِنْ جِهَة الأُمِّ وَمَنْ قَطَعَ وَاحِدًا مِنْهُمْ اسْتَحَقَّ عَذَابَ اللَّهِ لِحَدِيثِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ« رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ.
وَالْمَعْنَى أَنَّ قَاطِعَ الرَّحِمِ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَعَ الأَوَّلِينَ.
وَمَعْنَى أَنْ يَصِلَ الشَّخْصُ رَحِمَهُ أَنْ يَزُورَ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْ أَقَارِبِهِ وَيُرَاسِلَ مَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ زِيَارَتَهُ وَالإِحْسَانُ إِلَى الْمُحْتَاجِ مِنْهُمْ وَلا يَجُوزُ أَنْ يَقْطَعَ أَرْحَامَهُ فَلا يَزُورُهُمْ فِى رَمَضَانَ وَلا فِى الْعِيدَيْنِ وَلا عِنْدَ الْمَصَائِبِ وَلا فِى الأَفْرَاحِ وَلا فِى غَيْرِهَا بَلْ تَمْضِى مُدَّةٌ يَشْعُرُ الْقَرِيبُ فِيهَا بِالْجَفَاءِ فَمَنْ فَعَلَ هَذَا يُقَالُ لَهُ قَاطِعٌ.
إِنَّ زِيَارَةَ الأَقَارِبِ الَّذِينَ لا يَزُورُونَكَ لَيْسَتْ مَهَانَةً وَمَذَلَّةً بَلْ خَصْلَةُ خَيْرٍ وَعَمَلُ طَاعَةٍ لِلَّهِ تَعَالَى فَاحْرِصْ عَلَى زِيَارَتِهِمْ وَتَقَرَّبْ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَاللُّطْفِ وَاعْمَلْ عَلَى إِعَانَتِهِمْ فِى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ.