السبت سبتمبر 7, 2024

صفات الرسول الخِلقية ورؤيته في المنام

العناوين الداخلية:

  • بعض صفات الرسول الخِلقية.
  • نماذج من الدجالين.
  • من رحمة الله بالمؤمن ابتلاؤه بالمرض.
  • دجالون من هنا وهناك.
  • حكم الاسترقاق.

بعض صفات الرسول الخِلقية:

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين، سيدنا محمد وعلى آله الطيبيين الطاهرين، أما بعد.

فقد قال رسول الله ﷺ “من رآني في المنام فسيراني في اليقظة” رواه البخاري. من المهم معرفة صفات الرسول الخلقية التي تذكر في كتب الحديث، حتى يكون الشخص رآه على حسب خلقته التي خلق عليها، فإنه إن لم يعرف صفات الرسول الخلقية المذكورة في كتب الحديث قد يكون رآه في المنام على غير صورته الخلقية، وفرق بين الذين يراه على صورته الخلقية وبين من يراه على غير تلك الصورة.

وأما صفاته الخلقية فمن جملة ما ذكر المحدثون في كتب الحديث: أنه ﷺ أبيض مشرق، بياضه مشرب بحمرة. وهو معتدل الخلقة ربعة لكنه إلى الطول، كان متماسك البدن لم يكن هزيلاً ولا سميناً. أشم الأنف أي أنفه طويل ليس قصيراً. أزجّ الحاجبين من غير قرن: حاجباه متقاربان ليسا ملتصقين لكن ليسا متباعدين، واسع العينين.

أما شعره ﷺ كان بعض الأوقات شعره إلى أذنيه وأحياناً إلى أسفل من الأذنين، وأحياناً يضرب منكبيه، ولم يحلق بالموسى إلا مرتين: مرة للحج، فإنه في الحج إما الحلق بالموسى وإما التقصير للرجال، أما للنساء التقصير فقط، لغير ذلك ما حلق بالموسى قط، ولم يشب من شعره إلا نحو عشرين شعرة، كان شديد سواد الشعر.

بعض الصحابة قال: لم أر مثله قبله ولا بعده، أي في الحسن والجمال، وإذا تكلم كان كلامه فصلاً بحيث لو أراد شخص أن يعد كلماته عداً لعدها، لم يكن مسرعاً في الكلام بل كان كلامه فصلاً، فمن رآه بهذه الهيئة في المنام فقد رآه على الوجه الأتم، ومن رآه على غير هذه الصورة فقد رآه، فقد يراه بعض الناس طفلاً، وبعض الناس شاباً، وبعض الناس على هيئة العمر الذي توفاه الله تعالى عليه، عاش ثلاثاً وستين سنة، عيسى عليه السلام عاش في الأرض مائة وعشرين سنة، وعلى قول بعض العلماء: ثلاثاً وثلاثين سنة (أي قبل رفعه إلى السماء).

أما من يقول: رآيته ﷺ يقظة بعد موته ﷺ، فإن ذكر هذه الأوصاف المذكورة في كتب الحديث يصدق، لكن  إن قال: إنه كلمني بشيء يخالف الشرع! نقول: كذاب، أنت كذاب، الرسول لا يقول شيئاً بعد موته يخالف شريعته التي قررها في حياته، لا يقول ما يخالف شريعته، هو هذا الإنسان دجال، كذلك إن قال: رايته بصفة غير الصفة التي هو كان عليها من حيث خلقته الجسمية يقظة فهو كذاب، في اليقظة الرسول صورته تلك الصورة التي عاش عليها لا يتغير ليس كالملائكة، الملائكة يتصورون بصور عديدة يتصورون بصورة طير، ويتصورون بصورة إنسان كبعض الناس الذين يعيشون مع البشر.

نماذج من الدجالين:

كان رجل في بيروت قبل نحو سبع سنين بل أكثر، جاء إلينا يريد أن يتعلم الرقى، قلت له: تعلم علم العقيدة ثم تتعلم الرقى، فتردد إلينا أياماً قلائل ثم غاب وانقطع عنا، ثم بلغني أنه يقول: أنا رأيت الرسول يقظة، طلبته، قلت له: صف لي كيف شعر الرسول؟ قال: أبيض! الله أظهر كذبه في أول كلمة. يوجد أناس دجالون يدعون أنهم اجتمعوا بالرسول يقظة لغرض دنيوي، حتى يعظمهم الناس ينالوا بعض ما يطمعون، لأجل هذا معرفة صفات الرسول الخلقية واجب.

وكان رجل من أهل بعلبك قد قال: إنه رأى الرسول مرة يقظة، ثم مرة يقظة، ثم مرة يقظة، ثم مرة رابعة، قال: رأيته يقظة، فوضعت له سجادة الصلاة فاستقبل عكس القبلة! الناس احتاروا في أمرة في بعلبك، فأرسلوا إليّ استفتاء، قلت لهم: هذا الذي رآه شيطان! من صدق أنه هو الرسول فقد كفر، تبين لهم الأمر فكفوا عنه. هذا الرجل بحسب الظاهر نسبه رفاعي، أول ما قيل له: هذا غير صحيح! جادل، ثم بعض أهله من الرفاعية ألح عليه حتى تشهد. هذا شأنه من لا يتعلم علم الدين، الذي لا يتعلم علم الدين لو اشتغل بالعبادة وانقطع للعبادة، وصام الدهر وقام الليل كله لا يفلح، من أراد الله به خيراً يفقهه في الدين، أي يعلمه ما هي العقيدة التي جاء بها الرسول، وكيفية العبادات: الصلاة والصيام، وما هو الحرام، وما هو الفرض، يعلمه الله هذا علامة الخير.

ثم إن تعلم وعمل كما تعلم يصير من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون في القبر وفي الآخرة، من وقت الاحتضار إلى ما لا نهاية له، فهو في أمان في القبر وفي الآخرة، أما إذا تعلم ولم يعمل بما تعلم فإن مات على التوبة يكون ما مضى من ذنوبه كأن لم يكن، أما إن مات ولم يتب، مات على الإيمان لكنه ما تاب من الكبائر التي وقع فيها، إما أضاع فرائض، وإما ارتكب الكبائر فأمره إلى الله أن شاء يغفر له وإن شاء يعذبه.

 

من رحمة الله بالمؤمن ابتلاؤه بالمرض:

بعض الناس الله يبتليهم بالمرض، المرض الشديد، فيطهرهم من كل ذنب حتى لا يبقى عليهم ذنب واحد، هذا إذا لم يتسخط على الله بل صبر. الرسول عليه السلام قال: “إن الله ليبتلي المؤمن بالسقم فيغفر له ذنوبه حتى لا يبقى عليه ذنب” رواه الحاكم والطبراني، فإن مات على إثر هذا المرض يكون ليس عليه شيء في القبر ولا في الآخرة، لكن المرضى الذين أمراضهم شديدة صعبة، قسم منهم لا يصبرون يقلقون وقد يتكلمون بالكفر، يعترضون على الله، فيدركهم الموت وهم في هذه الحال، هؤلاء صاروا من أهل جهنم المخلدين فيها، المصائب للمؤمن الذي هو عقيدته عقيدة أهل السنة، إذا لم يضجر فيتسخط على الله يرجى له خير كبير.

 

دجالون من هنا وهناك

بعض الناس يتظاهرون بمظهر أهل العلم والولاية والطريق، فيحسن الناس بهم الظن، ثم يظهر منهم كذب على الرسول، أعرف رجلاً كان يلبس زي أهل العلم هنا في بيروت، ذهب إلى رجل تقي رقيق القلب، قال له: رأيت الرسول في المنام: فقال: زوجه بنتك يعني نفسه، قال: أمرك أن تزوجني بنتك، فصدقه فزوجه بنته. وآخر دجال أكبر من هذا، كان بالشام، ذهب إلى حلب إلى رجل قال: الرسول يأمرك بأن تزوجني بنتك، وله بنت عمرها خمس عشرة سنة، قال لها: هذا الشيخ يقول: الرسول يأمرك بأن أزوجه إياك، فقالت: أنا لا أخالف أوامر الرسول، فصدقت ثم أخذها، بعد سنة قال: جاء الإذن بطلاقهأ، هذا زنديق دجال، أهل الشام كان يظنون به أنه ولي، لأنه يقول: أنا شيخ الطريقة النقشبندية ومظهره يوهم الناس أنه شيخ عظيم، من عرفه علم أنه دجال. مرة ذهبت إليه أول ما جئت من دمشق، قيل لي: هذا رجل صالح، ذهبت إليه هو لا يعرف اللغة العربية، له مريد يعرف النحو هو يعبر عنه، هو داغستاني، مرة فيما روى لي هذا تلميذه، فيما ترجم تلميذه، أن الشيخ محي الدين بن عربي حبسه ملك في الغرب، في سجن تحيط به سبعة أبواب، ووكل لخدمته جارية عمرها ثمان عشرة أو ست عشرة سنة، ثم جاءه روحانية الرسول، فقال له: انتهت مدتك في الحبس، ففكر ماذا يترتب عليه من الحقوق فنظر إلى اللوح المحفوظ فوجد أن هذه الجارية زوجته فجامعها، فقلت له: الشيخ محيي الدين بن عربي مقامه يجل عن هذا، ثم سكت قليلاً ثم قال: هؤلاء يكتفون بنكاح العرش! قلت مقامه يجل عن هذا، ثم سكت ففكر ثم قال: هؤلاء لا ينشدون إلا من أهل الديوان. هذا الرجل والعياذ بالله زنديق زنديق كافر، يقول: إنه شيخ الطريقة النقشبندية باسم هذه الطريقة أضل أناساً صدقوه، ثم ظهر بعد موته عنده سبعون ألف جنيه استرليني وعملات أخرى، كان دجالاً ماسونياً، في الباطن ماسونياً، في المظهر شيخ له هيئة المشايخ.

وهذا الذي كان ببيروت، ذهب إلى الشام، قال لرجل اسمه الشيخ شريف من الطيبيين من الأتقياء، هذا قال لي مرة: أنا علمي لا يقبل الخطأ! العلماء علمهم يقبل الخطأ، أما أنا علمي لا يقبل الخطأ، لأني آخذ من الرسول! هو دجال ليس له عبادة كبيرة، إنا لله وإنا راجعون ما أكثر هؤلاء!

وآخر الآن حي في الأردن قال لرجل من مريديه: رأيت الرسول، أمرني أن تطلق زوجتك وأن أتزوجها! صدقه مريده فطلقها ثم أخذها هو، يقال له: حازم أبو غزالة، له أتباع في الأردن، يعتقدون ولياً، مغرورون، مع أنه ظهرت منه كلمات كفرية، حتى إنه ادعى أنه مظهر الله وله مريدون، وذهب إلى الحجاز فقال لرجل من أغنياء المدينة: الرسول يأمرك بأن تعطني ثلاثين ألف دولار! ذاك الرجل ما صدقه ما أعطاه، هذا الذي في الأردن.

وآخر جاء إلى بلدة من ناحية في بلادنا (أي في هرر) يقول: أنا شيخ الطريقة الشاذلية! جاء من اليمن، نزل عند رجل أصله من اليمن يعيش في بلادنا في تلك القرية، هذا لرجل حسن به الظن فزوجه أخته، أخته لا تعرف اللغة العربية، أخذها ذهب بها إلى بلدة، فباعها من رجل بمبلغ كبير! ثم أخوها انقطع عنه خبرها، فبحث بحثاً شديداً حتى بلغه أن أخته بيعت! هي لا تعبر عن نفسها باللغة العربية، ثم أخوذها ذهب ليخلصها من الذي اشتراها، تعب تعباً شديداً أظن خلصها.

هذا يقول: أنا شيخ الطريقة الشاذلية! وذاك الذي كان بالشام يقول: شيخ النقشبندية، هذا ناظم القبرصلي تلميذه، وهو كان ترجم لي لما زرت هذا عبد الله الداغستاني منذ أربعين سنة، أكثر الذين يدعون أنهم مشايخ الطريقة كذابون أغلبهم، قصة هذا الرجل اليمني كانت من ستين سنة تقريباً.

 

حكم الاسترقاق:

تلك الأيام كان يباع الرقيق الذكر والأنثى في الحجاز، في البلاد العربية في اليمن والحجاز كان يباع، السعودية كانوا يشترون، أما من أيام الملك فيصل انقطع، الملك فيصل قطع بين الرقيق من كثرة اعتراض الدول الأوروبية عليه قطع، كم مضى منذ مات الملك فيصل؟ (قيل للشيخ: منذ نحو إحدى وثلاثين سنة) منذ هذا التاريخ انقطع، قبل ذلك في مكة كان يوجد سوق يقال له: سوق النخاسين، لبيع العبيد الذكور والإناث، فمنهم من كانوا أرقاء بحكم الشرع، ومنهم بغير طريق الشرع وأخذ واسترق، فمن كان له رقيق بالطريق الشرعي فباع ليس حراماً، هذا ما جرى عليه عمل المسلمين من أيام الرسول ﷺ، وقبل ذلك الاسترقاق كان موجوداً، أيام سيدنا إبراهيم كان، بعدما دخل الكفر في البشر جاء الاسترقاق، أما قبل أن يدخل الكفر في البشر، أيام آدم وأيام ابنه سيث عليهما السلام وايام إدريس عليه السلام ما كانا في البشر كافر، كلهم كانوا مسلمين ما كان استرقاق، بعد ذلك دخل، لما كفر قسم من البشر صار بين المسلمين وبين الكفار قتال، فالمسلمون إذا استطاعوا أن يأسروا من الكفار ذكوراً وإناثاً ملوكهم شرعاً.

إبراهيم عليه السلام، هاجر كانت أمة ليست زوجة له، ملك من الملوك الكفار أعطاها سارة، ثم سارة وهبتها زوجها نبي الله إبراهيم، وكنت سارة عقيماً ما ولدت له، فاستسرها، أي اتخذها سرية، فولدت له نبي الله إسماعيل، الاسترقاق إذا كان بالطريق الشرعي حق، من أنكره بعدما عرف كف، لأنه كذب القرآن كذب الحديث، أما الذين يسترقون الناس ظلماً بدون استحقاق، فيا ويلهم ما أعظم عذابهم!

في الحبشة قبل خمسين سنة، في ناحية من الحبشة بعيدة من بلدنا، بعض الفساق يهجمون على الأرملة ليلاً يأخذونها وأولادها، فيسيرون بهم بالليل ثم في النهار يضعونهم في غابة، فإذا إنسان انصرف يبطشون به أو يقتلونه أو يفعلون به ما دون القتل، ثم لما تأتي الليلة القابلة، يسيرون بهم إلى أن يوصلوهم إلى السماسرة الذين يشترون منهم ثم يبيعون ن غيرهم هكذا كان، لأجل أن يتنعموا ويشربوا خمر العسل، هناك في الحبشة عندهم أفضل الخمور: خمر العسل، ينقعون العسل في الماء، ثم لما يغلي يصير خمراً يشربونه، لأجل هذه اللذة وأكل لحم الخروف ونحو ذلك، كانوا يأخذون الأحرار فيبيعونهم من أجل بطونهم، أهل “جمة” هكذا كانوا يفعلون، يدخلون ليلاً على الأرملة يأخذونها وأيتامها، الله لطيف،حب المال يؤدي إلى فتن كبيرة، هؤلاء لحب بطونهم ارتكبوا هذا الذنب ليس عن فقر، “جمة” هذه تبعد من بلدنا ألفاً وخمسمائة كيلو متر، قريبة من السودان.

والحمد لله رب العالمين