شَهادَةُ الذِّئْبِ لَهُ ﷺ بالنُبُوّةِ
453- |
………………………………………. |
|
وَبِالنُّـبُـوَّةِ لَـهُ الـذِّئْـبُ شَــهِـدْ |
(وَبِالنُّبُوَّةِ لَهُ) أي للنَّبِيّ ﷺ (الذِّئْبُ) قَد (شَهِدْ)
بكلامٍ عربيّ فصيحٍ صحيحٍ مسموعٍ. رَوَى أبو نُعَيمٍ في «الدّلائِل» عن أبي سعيدٍ
الخُدريّ قالَ: بَيْنَما راعٍ يَرْعَى بِالحَرَّةِ إِذِ انْتَهَزَ الذِّئْبُ شاةً
فَتَبِعَهُ الرّاعِي فَحالَ بَيْنَهُ وَبَيْنَها فَأَقْبَلَ الذِّئْبُ عَلَى
الرّاعِي فَقالَ: يا راعِي أَلا تَتَّقِي اللهَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ
ساقَهُ اللهُ إِلَيَّ، فَقالَ الرّاعِي: العَجَبُ مِنْ ذِئْبٍ مُقْعٍ عَلَى
ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي بِكَلامِ الإِنْسِ فَقالَ الذِّئْبُ: أَلا أُخْبِرُكَ بِما
هُوَ أَعْجَبُ مِنْ هَذا؟ هَذا رَسُولُ اللهِ ﷺ بَيْنَ الحَرَّتَيْنِ يَدْعُو
النّاسَ إِلَى أَنْباءِ ما قَدْ سَبَقَ، فَساقَ الرّاعِي شاءَهُ حَتَّى أَتَى
إِلَى المَدِينَةِ فَزَواها إِلَى زاوِيَةٍ مِنْ زَواياها ثُمَّ دَخَلَ عَلَى
رَسُولِ اللهِ ﷺ فَأَخْبَرَهُ بِما قالَ الذِّئْبُ فَقالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «صَدَقَ
الرّاعِي، أَلا إِنَّهُ مِنْ أَشْراطِ السّاعَةِ كَلامُ السِّباعِ الإِنْسَ،
والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ([1])
لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّباعُ الإِنْسَ وَحَتَّى يُكَلِّمَ
الرَّجُلَ شِراكُ نَعْلِهِ وَيُحَدِّثَهُ سَوْطُهُ وَيُخْبِرُهُ بِما أَحْدَثَ
أَهْلُهُ بَعْدَهُ».
وقَد سَمّى بعضُهم([2])
الرّاعيَ أُهبانَ بنَ سِنانَ بنِ الأكوَعِ وأنّه أنشَدَ عَقِبَ ذلكَ: [الوافِر]
رَعَيتُ الضَّأْنَ أَحْمِيهَا
بِنَفْسِي |
¯¯ |
مِنَ اللِّصِّ الخَفِيِّ وَكُلِّ ذَيبِ |
فَلَمَّا أَنْ رَأَيْتُ الذِّئْبَ
يَعْوِي |
¯¯ |
يُبَشِّرُنِي بِأَحْمَدَ مِنْ قَرِيبِ |
يُبَشِّرُنِي بِدِينِ الحَقِّ حَتَّى |
¯¯ |
تَبَيَّنَتِ الشَّرِيعَةُ لِلْمُجِيبِ |
قَصَدْتُ إِلَيْهِ قَدْ شَمَّرْتُ
ذَيْلِي |
¯¯ |
عَنِ السَّاقَيْنِ قَاصِدُهُ رَكِيبِ |
أَلَا أَبْلِغْ بَنِي كَعْبِ بْنِ
عَمْرٍو |
¯¯ |
وَإِخْوَتَهَا خُزَاعَةَ أَنْ أَجِيبِي |
دُعَاءَ المُصْطَفَى لَا شَكَّ فِيهِ |
¯¯ |
فَإِنَّكِ إِنْ فَعَلْتِ فَلَنْ
تَخِيبِي |
فكانَ بعد ذلكَ مِن
خيارِ المُسلمِينَ، وشَهِدَ القادِسِيّةَ وماتَ بالكُوفةِ في خلافةِ عثمانَ ابنِ
عفّانَ رضي الله عنه.