س9: ما معنى العبادة؟
العبادة([1]) أقصى غاية الخشوع والخضوع، كما قالها الحافظ السبكي([2]).
قال تعالى: {لا إلـٰه إلا أنا فاعبدون}[الأنبياء/٢٥].
[1])) العبادة في اللغة: نهاية التذلل، أعبد الطريق أذللها، وليس معناها مجرد الطاعة أو الاستغاثة أو التوسل أو مجرد النداء، كما تقول المشبهة نفاة التوسل. التوسل هو الطلب من الله حصول منفعة أو اندفاع مضرة بذكر اسم نبي أو ولي إكراما للمتوسل به. ولو كان معنى العبادة كما يقولون لكان كل من يرجو أو يطيع غير الله كافرا.
ولو كان التوسل عبادة لغير الله لكان النبي على زعمهم يعلم الشرك.
[2])) وهاك نقولا عن بعض اللغويين في تعريف العبادة:
الزجاج: «ومعنى العبادة في اللغة: الطاعة مع الخضوع » اهـ. ابن منظور، لسان العرب، 3/273.
أبو القاسم الأصفهاني في المفردات: «العبادة غاية التذلل» اهـ. الراغب الأصفهاني، المفردات في غريب القرءان، 1/415.
الفيومي: «عبدت الله أعبده عبادة، وهي الانقياد والخضوع » اهـ. الفيومي، المصباح المنير، ص 389.
الحافظ الفقيه النحوي المفسر علي بن عبد الكافي السبكي في تفسيره لقوله تعالى: {إياك نعبد} [الفاتحة: 5]، أي: نخصك بالعبادة التي هي أقصى غاية الخضوع والتذلل. السبكي، فتاوى السبكي، 1/10.
* والذي أدى بالوهابية إلى تكفير المسلمين المتوسلين بالأنبياء والأولياء هو جهلهم بمعنى العبادة السابق بيانه، فحملوا قوله تعالى حكاية عن المشركين: {ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى اللـه زلفى} [الزمر: 3] فحملوها على أهل الإيمان زورا وبهتانا.