س51: ما معنى قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون} [الذاريات: 47]؟
قال ابن عباس: {بأيد} [الذاريات: 47]، أي: بقدرة([1])، وليس المقصود باليد هنا اليد الجارحة التي لنا، فإن الله منزه عن ذلك.
[1])) قوله تعالى: {إن اللـه هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 58]، أي: ذو القدرة، فلا يجوز تسمية الله «قوة» كما فعل سيد قطب، وكأنه اقتدى بكلام بعض الملاحدة الذين يقولون: «إن العالم قوة مدبرة»، ويعنون أن الله هو هذه القوة، ولعل هذا مما اكتسبه منهم حين كان مع الشيوعية إحدى عشرة سنة، كما ذكر اعترافه في كتاب «لماذا أعدموني»، وكذلك تسمية سيد قطب لله بالعقل المدبر،
لأن العقل صفة من صفات البشر والجن والملائكة، وهذه التسمية تدخل تحت قول الإمام أبي جعفر الطحاوي في كتابه الذي ألفه لبيان ما عليه أهل السنة: «ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر».اهـ. الطحاوي، العقيدة الطحاوية، ص13.
* وكذلك ما وجد في كتاب لمؤلف معاصر من تسمية الله بالعلة الكبرى والسبب الأول والواسطة، والمصدر والمنبع وذلك نوع من الإلحاد، كما صرح الإمام ركن الإسلام علي السغدي أن من سمى الله علة أو سببا كفر. كما نقله عنه الحافظ محمد مرتضى الزبيدي في الإتحاف (2/163).
* وقال النسفي في تفسيره (1/620) عند قوله تعالى: {وذروا الذين يلحدون في أسمائه} [الأعراف: 180]: «ومن الإلحاد تسميته بالجسم والجوهر والعقل والعلة».اهـ.
* وقال الشيخ عبد الكريم الرفاعي في كتابه «المعرفة» (ص68): «وفعل الله I هو فعل بالاختيار، إن شاء فعل وإن لم يشأ لم يفعل، ولا يصح أن يكون الله تعالى علة لوجود شئت أو طبيعة، لأن معلول العلة ومطبوع الطبيعة لا يكون إلا معها».اهـ.
* ويكفي في الزجر عن ذلك قول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنىٰ فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه} [الأعراف:180]، فمذهب أهل السنة أن السبب والمسبب خلق لله تعالى، وتسمية الله بالعلة أشد قبحا من تسميته بالسبب، لأن العلة في اللغة التغير، والله أزلي أبدي ذاتا وصفات، فما أبعد هذا الكلام من كلام من مارس كتب عقائد أهل السنة والجماعة! فحاله كحال من لم يعرج عليها بالمرة.
* قوله تعالى: {ولتصنع على عيني} [طه: 39]، أي: على حفظي، وقوله تعالى: «تجري بأعيننا»، بمعنى: الحفظ.
* واليد تأتي بمعنى العهد كما في قوله تعالى: {يد الله فوق أيديهم} [الفتح: 10]، أي: عهد الله فوق عهودهم، أي: ثبت عليهم عهد الله، لأن معاهدتهم للرسول ﷺ تحت شجرة الرضوان في الحديبية على أن لا يفروا هي معاهدة لله تبارك وتعالى، لأن الله تعالى هو الذي أمر نبيه ﷺ بهذه المبايعة.
وأما قوله تعالى: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} [المائدة: 64]، فمعناه: غني واسع الكرم.
* والله تعالى يغضب ويرضى لا كأحد من الورى، كما نطق به القرءان بقوله تعالى: {رضي الله عنهم} [البينة: 8] وفي حق الكفار {وغضب الله عليهم ولعنهم} [الفتح: 6]، أي: بلا كيف، هكذا كان السلف يختصرون العبارة.
* وأول الخلف وبعض السلف رضا الله قالوا: رضاه إرادته الرحمة، وغضبه إرادته الانتقام، أرجعوا الصفتين إلى الإرادة، وكلا القولين صحيح. وليست رحمته رقة القلب.