الإثنين ديسمبر 8, 2025

س5: ما معنى التوحيد؟

هو إفراد القديم من المحدث، كما قال الإمام الجنيد([1])، ومراده بالقديم الله الذي لا بداية له، والمحدث المخلوق.

قال تعالى: {ليس كمثله شيء} [الشورى: 11].

الحديث: سئل رسول الله ﷺ: أي العمل أفضل؟ فقال: «إيمان بالله ورسوله». البخاري صحيح البخاري (كتاب الإيمان، باب: من قال إن الإيمان هو العمل، 1/16).

[1])) القشيري، الرسالة القشيرية، ص3. معناه: لا تشابه بين الله وبين خلقه، الخالق لا يشبه المخلوق، فالله لا يشبه خلقه، لا يشبه القمر ولا الضوء ولا الظلام ولا يشبه الصور كلها، إنما هو خالق الصور فلا يتصف بالصورة. ولا يتصف بالحجم ولا بالجسم ولا بالمكان، ولا يجوز أن يتحيز في سماء أو عرش أو جهة من الجهات، كان قبل المكان، وبعد أن خلق المكان ما زال كما كان. فأي صفة من صفات المخلوقين لا تليق بالله، التغير والتحول والانتقال من حال إلى حال لا يجوز عليه.

التحيز في الجهة والمكان لا يجوز على الله؛ بل الله تبارك وتعالى موجود قبل المكان بلا مكان، وبعد أن خلق المكان ما زال كما كان، فهو سبحانه يغير في الخلق من غير أن يتغير.

* قال الإمام أحمد الرفاعي t: «التوحيد وجدان تعظيم في القلب يمنع من التعطيل والتشبيه».اهـ. أحمد الرفاعي، البرهان المؤيد، 136.

* إن العلم بالله تعالى وصفاته أجل العلوم وأعلاها وأوجبها وأولاها، ويسمى علم الأصول وعلم التوحيد وعلم العقيدة. وقد خص النبي ﷺ نفسه بالترقي في هذا العلم فقال: «إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا». البخاري، صحيح البخاري، (كتاب الإيمان، باب قول النبي ﷺ: «أنا أعلمكم بالله» […]، 1/16). فكان هذا العلم أهم العلوم تحصيلا، وأحقها تعظيما وتبجيلا، قال تعالى: {فاعلم أنه لا إلـٰه إلا الله واستغفر لذنبك} [محمد: 19] قدم الأمر بمعرفة التوحيد على الأمر بالاستغفار، لتعلق التوحيد بعلم الأصول، وتعلق الاستغفار بعلم الفروع. ويسمى هذا العلم أيضا مع أدلته العقلية والنقلية من الكتاب والسنة «علم الكلام».

* قال الإمام علي t: «سيرجع قوم من هذه الأمة عند اقتراب الساعة كفارا»، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، كفرهم بماذا؟ أبالإحداث أم بالإنكار؟ فقال: «بل بالإنكار، ينكرون خالقهم فيصفونه بالجسم والأعضاء».اهـ. ابن المعلم، نجم المهتدي، 2/483.

* قال الإمام جعفر الصادق t: «من زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك، إذ لو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان في شيء لكان محصورا، ولو كان من شيء لكان محدثا».اهـ. (أي: مخلوقا) أحمد الرفاعي، البرهان المؤيد، ص19.

* قال الإمام أبو حنيفة t: «لا يشبه [الله] شيئا من الأشياء من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه».اهـ. أبو حنيفة، الفقه الأكبر، ص1.

* قال الإمام الشافعي t: «من انتهض لمعرفة مدبره، فانتهى إلى موجود يتصوره بفكره فهو مشبه، ومن انتهى إلى التعطيل الصرف [الخالص] فهو معطل، ومن انتهى إلى موجود واعترف بالعجز عن إدراكه فهو موحد».اهـ. السبكي، تشنيف المسامع، ص643.

* قال الإمام أحمد بن حنبل t: «من قال: الله جسم كالأجسام، كفر».اهـ. السبكي، تشنيف المسامع، ص648.

* قال الإمام أحمد بن حنبل t: «الأسماء مأخوذة من الشريعة واللغة، وأهل اللغة وضعوا هذا الاسم لما له طول وعرض وسمك وتركيب وصورة وتأليف، والله تعالى خارج عن ذلك كله، فلم يجز أن يسمى جسما لخروجه عن معنى الجسمية، ولم يجئ في الشريعة».اهـ. عبد الواحد التميمي، اعتقاد الإمام المبجل. ص45.

* قال الإمام ذو النون المصري: «مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك».اهـ. ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 17/404.

* قال الإمام أبو جعفر الطحاوي: «ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر».اهـ. الطحاوي، العقيدة الطحاوية، ص13.

* قال أبو الحسن البوشنجي: «التوحيد أن تعلم أن الله تعالى غير مشبه للذوات ولا منفي الصفات».اهـ. القشيري. الرسالة القشيرية، 2/464.