س44: ما الدليل على جواز التبرك بالأنبياء والأولياء؟
التبرك بالنبي محمد ﷺ وآثاره جائز.
قال تعالى حكاية عن يوسف u: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا} [يوسف: 93]([1]).
الحديث: الرسول ﷺ قسم شعره ووزعه بين الناس ليتبركوا به([2]). البخاري، صحيح البخاري، (كتاب الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، 1/74). ومسلم، صحيح مسلم، (كتاب الحج، باب بيان السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر للناس […]، 2/947).
[1])) لـم لم يدع لأبيه فقط؟ ولـم قال لهم: خذوا قميصي؟ هذا يدل على أن التبرك جائز.
[2])) شعر النبي ﷺ لا يوزع ليؤكل، إنما لأجل التبرك.
* والتبرك هو طلب البركة من الله، كما أن الدواء لا يخلق الشفاء، كذلك القميص لا يخلق الشفاء، إنما الله خالق الشفاء في الحالتين.
* أخرج مسلم في الصحيح (كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة، 3/ 1641) عن مولى أساء بنت أبي بكر 5 قال: «أخرجت إلينا جبة طيالسة كسروانية، لها لبنة ديباج وفرجيها مكفوفين، وقالت: «هذه جبة رسول الله ﷺ كانت عند عائشة، فلما قبضت قبضتها، فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها»، وفي رواية: «نغسلها للمريض منا»».اهـ.
* عن ثابت البناني التابعي قال: «كنت إذا أتيت أنسا يخبر بمكاني، فأدخل عليه فآخذ بيديه فأقبلهما وأقول: بأبي هاتان اليدان اللتان مستا رسول الله، وأقبل عينيه وأقول: بأبي هاتان العينان اللتان رأتا رسول الله».اهـ. أبو يعلى، مسند أبي يعلى، (6/211) والحافظ الهيثمي، مجمع الزوائد، (ص 209) يوثق أن رجاله رجال الصحيح.
* عن داود بن أبي صالح قال: «أقبل مروان يوما، فوجد رجلا واضعا وجهه على القبر، فقال: أتدري ما تصنع؟ فأقبل عليه، فإذا هو أبو أيوب t فقال: نعم، جئت رسول الله ﷺ ولم آت الحجر، سمعت رسول الله ﷺ يقول: «لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله، ولكن ابكوا عليه إذا وليه غير أهله». أحمد، مسند أحمد، (5/422).
* عن حنظلة بن حذيم قال: «وفدت مع جدي حذيم إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، إن لي بنين ذوي لحى وغيرهم، وهذا أصغرهم، فأدناني رسول الله ﷺ ومسح رأسي وقال: «بارك الله فيك»، قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالرجل الوارم وجهه أو الشاة الوارم ضرعها، فيقول: بسم الله على موضع كف رسول الله ﷺ فيمسه فيذهب الورم».اهـ. أحمد، مسند أحمد، (34/262، 263)، والطبراني، المعجم الأوسط (3/191) والكبير (4/13، 14) بنحوه.
* وفي سير أعلام النبلاء، للذهبي (11/212) أن عبد الله ابن الإمام أحمد بن حنبل قال: «رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي ﷺ فيضعها على فيه [فمه] يقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به، ورأيته أخذ قصعة النبي ﷺ فغسلها في جب [بئر] الماء ثم شرب فيها، ورأيته يشرب من ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه».اهـ.
* وفي كتاب «العلل ومعرفة الرجال» للإمام أحمد بن حنبل (2/492): «سألته عن الرجل يمس منبر النبي ﷺ ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل بالقبر مثل ذلك أو نحو هذا، يريد بذلك التقرب إلى الله جل وعز؟ فقال: لا بأس بذلك».اهـ.
* قصيدة: «من فضل النبي تبركوا»، نظم الأديب الشيخ الدكتور غانم جلول: [الرجز]
أبدؤها بقول بسم الله وأحمد الإله ذا الجلال ثم الصلاة والسلام منا طريقة التبرك الميمونه فإن رأيتم من أتاكم يدعي وقد أحل حرمة ضلالا قولوا له إذ حرم التبركا إن اقتسام الشعر يا مماري وقسمة الأظفار أيضا تسند وجبة النبي سل أسماءا هاك دليلا من أبي أيوب أنعم به ردا على من أنكرا فمسلم أولاهما(1) رواها وأحمد روى الحديث الثاني وخالد للجيش في قلنسوه لأن في الطيات شعرات النبي ومسح أحمد لرأس حنظله من جاءه والوجه منه وارم بركة النبي طاب عرفه الطبراني روى وأحمد وثابت قد كرر التقبيلا وأنس عن مثل ذاك ما زجر يا إخوتي من فضله أجازه نبينا المعظم فإنه أخو الجهول في الغبا نظمتها مرشدة عزيزه
| | تنزه الرحمـٰن عن أشباه لفضله بالهدي والنوال على نبي للفلاح سنا في ذاك أهل العلم يتبعونه بأنه غير الهدى لم يتبع من جهله أو حرم الحلالا بأثر النبي زاد شركا رواه مسلم كذا البخاري(2) صحيحة كما رواها أحمد(3) أما رأت في مائها الشفاءا(4) يمس بالخد ثرى المحبوب(5) جئت رسول الله ليس الحجرا(6) صحيحة الإسناد عن مولاها(7) رد الصحابي على مروان(8) قال: «اطلبوا» سبب ذاك ما هوه وذاك في اليرموك يروي البيهقي(9) بكفه وداعيا بالخير له بمسحة يعود وهو سالـم(10) موضع كفه فكيف كفه؟! مطولا عن الثقات يسند يدا وعينا رأت الرسولا(11) مجوزا روى أبو يعلى الأثر تبركوا تمسكو بهديه لا تتركوا ففتشوا عن ذيل من يحرم ومثله يأبى الكريم يصحبا أكرم بها في الخير من أرجوزه
|
- مقصوده أن النبي ﷺ حين حلق قسمه بين الصحابة، ومعلوم أن الشعر لا يؤكل عادة، وهذه الحادثة رواها البخاري في الصحيح (كتاب الوضوء، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، 1/74)، ومسلم في الصحيح (كتاب الحج، باب بيان السنة يوم النحر أن يرمي ثم ينحر للناس […]، 2/947).
- يعني بذلك أن الرسول ﷺ قسم أظفاره بين الصحابة، كما روى ذلك أحمد في مسنده، (14/42).
- وذلك أن أسماء بنت أبي بكر 5 كانت تغسل جبة النبي ﷺ للمرضى يستشفون بها، كما روى مسلم، صحيح مسلم (كتاب اللباس والزينة، باب تحريم استعمال إناء الذهب والفضة، 3/1641).
- وذلك أن أبا أيوب الأنصاري t وضع وجهه على قبر النبي ﷺ، كما روى أحمد في مسنده (5/422).
- وذلك أن أبا أيوب t رد على مروان بن الحكم حين قال له: أتدري ما تصنع؟ فقال له: «إني أتيت رسول الله ﷺ ولم ءات الحجر».
- أي: أن مسلما روى في صحيحه حادثة الجبة عن أسماء بنت أبي بكر 5.
- أي: مولى أسماء بنت أبي بكر 5 هو أخبر أن أسماء أخرجت جبة طيالسة كسروانية وقالت: «هذه جبة رسول الله ﷺ كانت عند عائشة فلما قبضت قبضتها، كان النبي يلبسها، فنحن نغسلها للمرضى نستشفي بها».اهـ.
- أي أن أحمد في مسنده (5/422) روى رد أبي أيوب t على مروان بن الحكم حين رءاه واضعا خده على قبر النبي ﷺ.
- روى البيهقي في دلائل النبوة (باب ما جاء في قلنسوة خالد ابن الوليد واستنصاره بما جعل فيها من شعر رسول الله ﷺ، ص249) أن خالد بن الوليد t فقد قلنسوة له يوم اليرموك فقال: «اطلبوها» فلم يجدوها، ثم طلبوها فوجدوها، فإذا هي قلنسوة خلق أي بالية. فقال خالد t: «اعتمر رسول الله ﷺ فحلق رأسه، فابتدر الناس جوانب شعره، فسبقتهم إلى ناصيته فجعلتها في هذه القلنسوة، فلم أشهد قتالا وهي معي إلا رزقت النصر».اهـ.
- وذلك أن حنظلة كان في صغره أخذه جده إلى الرسول ﷺ وأدناه منه، فمسح الرسول ﷺ وأدناه منه، فمسح الرسول ﷺ رأسه وقال: «بارك الله فيك»، قال الذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالرجل الوارم وجهه أو الشاة الورم ضرعها فيقول: بسم الله على موضع كف رسول الله، فيمسحه فيذهب الورم. رواه أحمد في المسند (34/262، 263)، والطبراني في معجميه الأوسط (3/191)، والكبير (4/13، 14)، فانظر أيها المنصف، إذا كان موضع كف رسول الله ﷺ فيه بركة، فكيف كفه صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟!
- هذه الحادثة رواها الحافظ أبو يعلى في مسنده، (6/211)، وذلك أن التابعي ثابتا البناني t كان يقبل يدي أنس t ويقول: «بأبي هاتان اليدان اللتان مستا رسول الله».اهـ. وفي هذا جواز تقبيل يد الرجل الصالح.