س39: ما الدليل على جواز الصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان؟
تجوز الصلاة على النبي ﷺ بعد الأذان، ولا يلتفت إلى من حرم ذلك.
قال تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب: 56]([1]).
الحديث: «إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي». مسلم، صحيح مسلم، (كتاب الصلاة، باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه […]، 1/288).
والحديث: «من ذكرني فليصل علي»([2]). أبو يعلى، مسند أبي يعلى، (6/354)([3]).
[1])) ليس في الآية تخصيص الصلاة عليه ﷺ بوقت دون آخر.
[2])) أليس المؤذن ذكر النبي ﷺ؟ فيؤخذ من ذلك أن المؤذن والمستمع مطلوب منه الصلاة على النبي ﷺ، وهذا يحصل بالسر والجهر.
* فإن قال قائل: لم ينقل عن مؤذني رسول الله ﷺ أنهم جهروا بالصلاة عليه. قلنا: لم يقل النبي ﷺ: لا تصلوا علي إلا سرا، وليس كل ما لم يفعل عند رسول الله ﷺ يكون حراما أو مكروها، إنما الأمر في ذلك يتوقف على ورود نهي بنص أو استنباط من مجتهد من المجتهدين، كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم ممن جاء بعدهم من المجتهدين الذين هم مستوفو الشروط كالحافظ ابن المنذر وابن جرير ممن لهم القياس، أي قياس ما لم يرد فيه نص على ما ورد فيه نص. والجهر بالصلاة على النبي ﷺ عقب الأذان توارد عليه المسلمون منذ قرون، فاعتبره العلماء من محدثين وفقهاء بدعة مستحبة. وذكر الحافظ ابن حجر في فتح الباري (3/35) أن ذلك ونحوه من مكملات الأذان.
* قال السخاوي: «قد أحدث المؤذنون الصلاة والسلام على رسول الله ﷺ عقب الأذان للفرائض الخمس إلا الصبح والجمعة، فإنهم يقدمون ذلك فيها على الأذان، وإلا المغرب فإنهم لا يفعلونه أصلا لضيق وقتها، وكان ابتداء حدوث ذلك من أيام السلطان الناصر صلاح الدين أبي المظفر يوسف بن أيوب وأمره».اهـ. ثم قال: «ومعلوم أن الصلاة والسلام من أجل القرب، لا سيما وقد تواردت الأخبار على الحث على ذلك مع ما جاء في فضل الدعاء عقب الأذان والثلث الأخير من الليل وقرب الفجر، والصواب أنه بدعة حسنة يؤجر فاعله بحسن نية».اهـ. السخاوي، القول البديع، ص376 – 378.
[3])) أبو يعلى، مسند أبي يعلى، 6/354.