س36: من هو أول الأنبياء والرسل؟
أول الأنبياء والرسل ءادم u.
قال تعالى: {إن الله اصطفى ءادم} [ءال عمران: 32]([1]).
الحديث: «آدم فمن سواه [من الأنبياء] إلا تحت لوائي [يوم القيامة]». الترمذي، سنن الترمذي، _كتاب تفسير القرءان، باب سورة بني إسرائيل، 5/308)([2]).
[1])) في الآية: {إن الله اصطفى ءادم ونوحا} [ءال عمران: 33] اصطفاء ءادم من جنس اصطفاء نوح، ونوح اصطفي بالنبوة والرسالة، وكذلك ءادم، لورده في سياق واحد. ابن أبي حاتم الرازي، تفسير القرءان العظيم، 3/148.
* وفي قوله الله تعالى: {قال لأقتلنك قال إنما يتقبل اللـه من المتقين (٢٧) لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف اللـه رب العالمين (٢٨) إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك} الآية [المائدة: 27 – 29] دليل على رسالة آدم، وأن أبناءه كانوا على شريعة أنزلت على أبيهم. وفي حديث البخاري في الصحيح (كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} [البقرة: 30]، 3/1213): «لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن ءادم الأول كفل من دمها» دليل أيضا، لأنه لو لم يكن مرسلا إلى أبنائه لم يكونوا مكلفين، فلم يكن يكتب على ابن آدم الأول ذنب.
وروى ابن حبان في صحيحه، (كتاب البر والإحسان، باب ما جاء في الطاعات وثوابها، 1/453، 454)، عن أبي ذر أنه قال: قلت: يا رسول الله، من كان أولهم، قال: «ءادم»، قلت: يا رسول الله، أنبي مرسل؟ قال: «نعم، خلقه الله بيده [بعنايته]، ونفخ فيه من روحه [الروح المشرف عنده]، وكلمه قبلا»، أي: من غير واسطة الملائكة. ورواه الحافظ ابن حجر العسقلاني في «المطالب العالية» (14/204). وقال في «فتح الباري» (1/16): «قوله: {إنا أوحينا إليك} الآية [النساء]. قدم ذكر نوح u فيها لأنه أول نبي أرسل أو أل نبي عوقب قومه، فلا يرد كون آدم أول الأنبياء مطلقا».اهـ.
* أما حديث البخاري في الصحيح (كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: {إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم} [نوح: 1] 3/1215) الذي فيه أن الناس يأتون نوحا يوم القيامة فيقولون: أنت أول الرسل إلى أهل الأرض. فمعناه أنه أول رسول أرسل إلى قبائل متعددة، لأنه من كان قبله لم يكونوا كذلك، دل على ذلك كلمة «إلى أهل الأرض».
* وأما تكفير منكر نبوته فهو في «الفتاوى الهندية» (2/291)، ففيها: «عن جعفر فيمن يقول: آمنت بجميع أنبيائه، ولا أعلم ءادم نبي أم لا؟ يكفر، كذا في «العتابية»».اهـ.
* ونقل الإجماع على أن إنكار رسالته كفر غير واحد، منهم ابن حزم في «مراتب الإجماع»، ص268، 269.
* ولا يلتفت إلى شذوذ بعض الوهابية، فإنهم خرجوا بهذا عن إجماع الأمة، وليحذر من برامج وضعت على الإنترنت يطرح فيها أسئلة، منها: من هو أول رسل الله أو أول أنبياء الله؟ فإذا أجاب الشخص بأنه آدم، جاء الجواب أنه غلط؛ فيجب التحذير منه.
[2])) قال الترمذي عقبه: «حسن صحيح».اهـ. وهو حديث عن أبي سعيد الخدري t قال: قال رسول الله ﷺ: «أنا سيد ولد ءادم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ ءادم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر». الترمذي، سنن الترمذي، (كتاب تفسير القرءان، باب سورة بني إسرائيل، 5/308).
* ونقل إجماع المسلمين على نبوة ءادم أبو منصور البغدادي المتوفى سنة 429 هجرية في كتابه «أصول الدين»، ص159: «أجمع المسلمون وأهل الكتاب على أن أول من أرسل من الناس ءادم u».اهـ.
وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه بفضل البشر، ولو كان أولهم ءادم u وأبناؤه عائشين بغير شريعة يعملون بها لكانوا كالبهائم، ليس لهم ذلك الفضل الذي ناله أبوهم بإسجاد الملائكة له.