س31: ما الدليل على أن مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية حرام؟
الحديث: «لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط([1]) من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له([2])». الطبراني، المعجم الكبير، (2/211، 212). وقال عليه الصلاة والسلام: «واليد زناها البطش([3])». مسلم، صحيح مسلم (كتاب القدر، باب قدر على ابن ءادم حظه من الزنى وغيره، 4/2046).
[1])) الـمخيط: ما خيط به.
[2])) معناه لو عذب على هذه المعصية كان عذابه أشد من أن لو طعن بحديدة في رأسه.
[3])) زنى اليد يشمل أشياء كثيرة، يشمل اللمس المحرم، والمراد بالبطش العمل باليد.
* وجاء أنه ﷺ قال: «إني لا أصافح النساء». ابن حبان، صحيح ابن حبان، (كتاب السير، باب بيعة الأئمة وما يستحب لهم، 5/375، 376)، وإسحاق بن راهويه بسند حسن، كما ذكر ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، 23/406.
* وعن عائشة 1 قالت: «ولا والله، ما مست يده امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن، إلا بقوله: «قد بايعتك على ذلك»».اهـ. البخاري، صحيح البخاري، (كتاب التفسير، باب {إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات} [الممتحنة: 10]، 4/1856).
وفي لفظ ءاخر عن عائشة 1أنها قالت: «ما أخذ رسول الله ﷺ من النساء قط إلا بما أمره الله جل وعلا، وما مست كفه كف امرأة قط، وما كان يقول لهن إذا أخذ عليهن إلا: «ققد بايعتكن» كلاما».اهـ. ابن حبان، صحيح ابن حبان، (كتاب الحظر والإباحة، ذكر البيان بأن المرء ممنوع عن مس امرأة لا يكون لها محرما في جميع الأحوال، 6/339، 340).
* وفي ذلك رد على من زعم أن النبي ﷺ بايع النساء بالمصافحة، وهو كلام باطل.
س30: تكلم على القدر.
كل شيء يحصل في هذه الدنيا من خير أو شر، من طاعة أو معصية، من إيمان أو كفر، بتقدير الله ومشيئته وعلمه، الخير والإيمان والطاعة بتقديره ومحبته ورضاه، أما الشر والمعصية والكفر فبتقدير الله وليس بمحبته وليس برضاه، ولا يوصف تقدير الله الذي هو صفته بالشر([1]).
قال تعالى([2]): {إنا كل شيء خلقناه بقدر} [القمر: 9].
الحديث([3]): «كل شيء بقدر حتى العجز([4]) والكيس([5])». مسلم، صحيح مسلم (كتاب القدر، باب كل شيء بقدر الله، 4/2045).
[1])) إنما يقال: تقدير الله حسن، أما المقدورات إن كانت شرا فتوصف بالشر.
[2])) من الآيات الدالة على ذلك:
قوله تعالى: {وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله} [البقرة: 102].
وقوله تعالى: {وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله} [آل عمران: 166].
وقوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا} [التوبة: 51].
وقوله تعالى: {وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له} [الرعد: 11].
وقوله تعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها} [الحديد: 22].
وقوله تعالى: {قل أعوذ برب الفلق (1) من شر ما خلق} [الفلق، 1، 2].
[3])) كما ورد في الحديث: «ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن». أبو داود، سنن أبي داود، (كتاب الأدب، باب ما يقول إذا أصبح، 7/409، 410). والقدر، معناه: تدبير الأشياء على وجه مطابق لعلم الله الأزلي ومشيئته الأزلية، فيوجدها في الوقت الذي علم أنها تكون فيه.
* وهناك الحديث المشهور: «لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم كانت رحمته لهم خيرا من أعمالهم، ولو أنفقت جبل أحد ذهبا في سبيل الله U ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولو مت على غير ذلك لدخلت النار». أحمد، مسند أحمد، (5/182).
[4])) العجز: الضعف، أي: ضعف الفهم.
[5])) الكيس: الفطنة والذكاء والاجتهاد.