س27: ما الدليل على أن صوت المرأة ليس بعورة؟
قال تعالى: {وقلن قولا معروفا} [الأحزاب: 32].
قال الأحنف بن قيس: «سمعت خطبة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب y والخلفاء هلم جرا إلى يومي هذا، فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن منه في [فم] عائشة 1».اهـ. الحاكم، المستدرك، (كتاب معرفة الصحابة، 4/12)([1]).
[1])) المرأة الفقيهة عندما كلمت عمر t قالت له: ليس لك ذاك يا أمير المؤمنين… فلو كان صوت المرأة عورة لما كلمته ولأنكر عليها عمر وأسكتها. البيهقي، السنن الكبرى، 7/380.
* النبي ﷺ دخل مع بلال الحبشي ﷺ إلى المصلى حيث تجتمع النساء في العيد فحضهن على الصدقة، بعض النسوة كلمته، وكان بلال حاضرا، والنبي ﷺ لم يطلب منه الخروج. فلو كان سامع صوت الأجنبية حراما لأخرجه عليه الصلاة والسلام أو أسكتها. البخاري، صحيح البخاري، (كتاب الزكاة، باب الزكاة على الأقارب، 2/531 ).
* القول المعول عليه في المذاهب الأربعة في صوت المرأة أنه ليس بعورة. وكيف يقال إنه عورة، وقد ثبت في الحديث أن الرسول ﷺ رخص لجارية في الغناء (أي: تنشد نشيدا من غير آلات اللهو المحرمة)، عند إهداء العروس إلى زوجها. روى البخاري في الصحيح (كتاب النكاح، باب النسوة اللاتي يهدين المرأة إلى زوجها ودعائهن بالبركة، 5/1980) عن السيدة عائشة1 أنها زفت امرأة إلى رجل من الأنصار، فقال نبي الله ﷺ: «يا عائشة، ما كان معكم لهو، فإن الأنصار يعجبهم اللهو». وفي رواية الطبراني في المعجم الأوسط (3/ 315) أنه قال: «فهل بعثتم معها جارية تضرب بالدف وتغن». قالت عائشة: تقول ماذا؟ قال رسول الله ﷺ: [الهزج]
أتيناكم أتيناكم |
[ م ] [ م ] | فحيونا نحييكم |
رواية الطبراني هذه صحيحة، ومعنى الجارية في اللغة الفتاة.
وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (23/406): «وفي الحديث [يعني: حديث مبايعة النساء بالكلام] أن كلام الأجنبية مباح سماعه، وأن صوتها ليس بعورة».اهـ.
* وذكر النووي في شرح صحيح مسلم (13/16) في شرح حديث كيفية بيعة النساء: «وفيه أن كلام الأجنبية يباح سماعه عند الحاجة، وأن صوتها ليس بعورة».اهـ.