الإثنين ديسمبر 8, 2025

س2: ما الحكمة من خلق الجن والإنس؟

ليأمرهم الله بعبادته، قال الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}([1]) [الذاريات: 56].

الحديث: «حق([2]) الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا». الشيخان([3]).

[1])) أي: لآمرهم بعبادتي، وليس معناه أن الله قدر لكل العباد أن يكونوا طائعين، قال تعالى: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا} [يونس: 99]. الطبري، تفسير الطبري، 4/244. النسفي، تفسير النسفي، 2/43، 43).

[2])) هذا أعظم حقوق الله على عباده، أن يؤمنوا به ويوحدوه.

[3])) أي: البخاري ومسلم. البخاري، صحيح البخاري، (كتاب الاستئذان، باب من أجاب بلبيك وسعديك، 5/2312)، مسلم، صحيح مسلم، (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعا، 1/58). أما الشيخان في مذهب الشافعي فهما: الرافعي والنووي، والشيخان في الصحابة فهما: أبو بكر وعمر5>.

* ورد في حديث صححه بعضهم، وضعفه ءاخرون، أن الله تعالى قال لآدم: «لولا محمد ما خلقتك». الحاكم، المستدرك على الصحيحين، (كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، 2/672). ومعناه خلقت الدنيا لأظهر محمدا ﷺ صفوتها، أي: أشرف الخلق، فيفهم من هذا أنه يصح أن يقال: إن محمدا هو سبب وجود الدنيا، وهذا تشريف. لكن لا يجوز أن يقال: إن نور محمد خلق قبل كل شيء، والقول بأن حديث جابر المفتعل (أي المكذوب) والذي فيه: «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر، خلقه الله من نوره قبل الأشياء»، صح كشفا. فهو كلام لا معنى له، لأن الكشف الذي يخالف حديث رسول الله ﷺ لا عبرة به، فقد ذكر علماء الأصول أن إلهام الولي ليس بحجة. الزركشي، تشنيف المسامع، ص455، 456. لأن إلهام الولي قد يخطئ. وهذا الحديث ركيك، والركاكة كما قال علماء الحديث: دليل الوضع. ابن الصلاح، علوم الحديث، ص 99.