س13: بين معنى الاستعانة والاستعانة مع الدليل.
الاستغاثة هي طلب الغوث عند الضيق، والاستعانة أعم([1]) وأشمل.
قال تعالى: {واستعينوا بالصبر والصلاة} [البقرة: 45]([2]).
الحديث: «إن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبيناهم كذلك استغاثوا([3]) بآدم ثم بموسى ثم بمحمد ﷺ». البخاري، صحيح البخاري، (كتاب الزكاة، باب من سأل الناس تكثرا، 2/536).
وفي هذا دليل على أن الاستعانة([4]) بغير الله جائزة، لكن مع اعتقاد أنه لا ضار ولا نافع على الحقيقة إلا الله.
[1])) الاستعانة تكون في حال الضيق وغير الضيق.
[2])) وكذلك في قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين دعوا الله متوسلين بصالح أعمالهم، ففرج الله عنهم الصخرة التي سدت فم الغار عليهم. البخاري، صحيح البخاري، (كتاب أحاديث الأنبياء، باب {أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم} [الكهف: 9]، 3/1278). فإذا كان التوسل بالعمل الصالح جائزا، فكيف لا يصح بالذوات الفاضلة؟!
[3])) الوهابي يقول: مجرد الاستغاثة غير جائزة. نقول: في الحديث: «استغاثوا بآدم».
والنبي ﷺ سمى المطر مغيثا، قال: «اللهم اسقنا غيثا مغيثا». أبو داود، سنن أبي داود، (كتاب الاستسقاء، باب رفع اليدين في الاستسقاء، 2/370، 371)، بالإسناد الصحيح، يعني بإذن الله يغيث.
إذا قيل: الأنبياء لا ينفعون بعد موتهم. نقول: موسى u نفع أمة محمد ﷺ بعد موته. البخاري، صحيح البخاري، (كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، 1/134).
[4])) في الحديث: «والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». مسلم، صحيح مسلم، (كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرءان، 4/2074).
* أكد الحافظ تقي الدين السبكي أن التوسل والتشفع والاستغاثة والتوجه والتجوه بمعنى واحد. السبكي، شفاء السقام، ص383.