س1: ما هو الفرض العيني من علم الدين؟
يجب على كل مكلف([1]) تعلم قدر([2]) لا يستغني عنه من العقيدة([3]) والطهارة([4]) والصلاة والصيام والزكاة([5]) لمن تجب عليه، والحج على المستطيع، ومعاصي القلب واليد والعين وغيرها.
قال الله تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} [الزمر: 9].
الحديث: «طلب العلم فريضة على كل مسلم([6])». البيهقي، شعب الإيمان (3/195).
[1])) المكلف هو البالغ العاقل الذي بلغته دعوة الإسلام، أي: بلغه أصل الدعوة، ومعنى أصل الدعوة أن يبلغه «لا إله إلا الله محمد رسول الله» بلغة يفهمها، فلا بد من اجتماع الأمور الثلاثة حتى يصير مكلفا.
[2])) هناك قدر من علم الدين يجب على كل مسلم تعلمه، فلا يجب على كل مسلم أن يتعلم كل العلوم الدينية، مثل: أمر الميراث، وإنما ذلك من فروض الكفايات.
[3])) لا بد أن يتعلم معنى «لا إله إلا الله محمد رسول الله». فأول ما يجب على المكلف البالغ العاقل الذي سمع بدعوة الإسلام، أن يحصل من
علوم الشرع ما يصحح به عقد توحيده، لكي لا يستهويه الشيطان بوساوسه، ثم يحصل من العلوم ما يؤدي به فرضه، ليكون بناء أمره على أساس محكم صحيح.
[4])) لا بد أن يتعلم ما هي النجاسة، وما يتعلق بأركان الوضوء ونواقضه، ومعرفة أحكام الاستنجاء.
[5])) الزكاة لا تجب عل كل مكلف، إنما تجب على من وجبت في ماله الزكاة، وإلا فتعلمها فرض على الكفاية.
[6])) تارك تعلم علم الدين الضروري فاسق مرتكب لكبيرة، وهذا الحديث ذكره الحافظ المزي وحكم بحسنه. السيوطي، التنقيح في مسألة التصحيح، ص25.
ورد في الحديث: «من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع». هذا حديث ثابت في جامع الترمذي (كتاب العلم عن رسول الله ﷺ، باب فضل طلب العلم، 4/386). المعنى أن الذي خرج في طلب العلم في بلده أو إلى غربة ثوابه كثواب الخارج في سبيل الله، والجهاد في سبيل الله درجة عالية من أعلى الدرجات، وقد جعل الله للمجاهدين في سبيله في الجنة مائة درجة، وما بين درجة ودرجة كما بين السماء والأرض. هذا الذي خرج يطلب علم الدين مثاله كمثال هذا الذي خرج حاملا سلاحه لوجه الله، ليقاتل أعداء الله، وذلك لأن علم الدين سلاح يدافع به المؤمن الشيطان، ويدافع به شياطين الإنس، ويدافع به هواه.
* ولقد قيل: إن الشياطين اختلفوا فيما بينهم قالوا: من أشد علينا: العالم الفاسق أم العابد الجاهل؟ أبوهم إبليس قال لهم: العالم الفاسق
أشد عليكم لأنه يعرف العقيدة.
* قال الإمام أبو الحسن الأشعري: «أول ما يجب على العبد العلم بالله ورسوله ودينه».اهـ. السبكي، تشنيف المسامع، 4/323.