سيد قطب يذم الاشتغال بالفقه
يقرر سيد قطب بزعمه في كتابه المسمى “في ظلال القرءان” في [المجلد الرابع/2012] أن الاشتغال بالفقه الآن بوصفه عملًا للإسلام فهو مضيعة للعمر والأجر أيضًا طالما الناس في جاهلية يعبدون حكامهم، ويذكر في [الجزء الرابع/2122] أنه لا يوجد اليوم رئيس مسلم ولا رعية مسلمة ولا مجتمع مسلم إنما هي على زعمه جاهلية شاملة. ونص عبارته: “إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي”، وكلامه هذا يؤدي إلى أن الدنيا كلها بما فيها مكة المكرمة والمدينة المنورة ليست دار إسلام بل دار حرب، ويكفيه ذلك خزيًا وانحرافًا وشذوذًا عن الحق والصواب وعليه من الله ما يستحق.
وأما قول سيد قطب الذي مرّ ءانفًا أن الاشتغال بالفقه مضيعة للعمر والأجر هو خروج سافر مفضوح عن القرءان والسنة وإجماع الأمة، فقد قال الله تعالى: {إنَّ اللهَ يُحبّ التَّوَّابين ويُحبّ المُتطهرين} [222، سورة البقرة]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الطهور شطر الإيمان” رواه مسلم، وفي حديث: “الوضوء شطر الإيمان” رواه الترمذي، وفي حديث: “من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين” رواه البخاري.
ثمَّ إن معرفة الفقه ومعرفة الأحكام المتعلقة به أمر ضروري يحتاج إليه المسلم في كل وقت وفي كل يوم، لأن معرفة أحكام الطهارة من وضوء وغسل وإزالة النجاسة وتطبيقها على الوجه الصحيح من أعظم مهمات أمور الدين، وذلك لأنه يترتب على الإخلال بها وعدم صحتها عدم صحة الصلاة التي عظَّم الله أمرها، فهي أي الطهارة مفتاح الصلاة فإن أهمل طهارته أهمل صلاته، والصلاة هي أهم وأعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله ورسوله، وإنما أراد سيد قطب أن فساد أتباعه على الجهل ويزيدهم جهلًا ليمر عليهم ما عنده من فساد وضلال في العقيدة والأحكام وغيرها، لأنهم لو تعلموا لكشفوا زيفَهُ وجلَهُ ولانفضوا عنه ونبذوا أفكاره ولكن كل إناء بما فيه ينضح، فسيد قطب الملحد الزنديق المكذب للقرءان والرسول الخارج عن إجماع الأمة ماذا عنده ليعلّم أتباعه إلا البضاعة الكاسدة الفاسدة، والجاهل الجهول يعلم الناس ذلك.
الإشعارات