إن من أخطر ما يهدد المجتمعات والأوطان ادعاء التدين والصلاح مع التستر بستار الدين من قِبَل أشخاص خطوا لأنفسهم نهجًا خاصًا جديدًا لا يمتّ للقرءان وشريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما أجمعت عليه المذاهب الإسلامية بصلة بحيث يعتبرون أنفسهم أنهم هم فقط المسلمون وكل من سواهم كفارًا، ويعتبرون المجتمعات الإسلامية مجتمعات جاهلية كافرة لأنه يسودها حكم القانون لا حكم الشريعة، وهم بتكفيرهم هذا شملوا الحكام لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله والرعية والمشايخ والمؤذنين والتجار وأصحاب المهن والحرف والكبار والصغار لأنهم لا يثورون على حكامهم، هذه الفئة لا همَّ لها إلا الحكم على الناس بالكفر ولا شغل لها إلا إثارة القلاقل والفتن ورؤية الدماء تسيل في الشوارع والأحياء في الوطن العربي تحقيقًا لمآرب أعدائنا وأسيادهم الذين يحركونهم لتمزيقنا وتشتيتنا، وقد اختارت هذه الفئة لنفسها أسماء متعددة وألوان مختلفة تستعملها للتمويه وتمرير أفكارها وبث سمومها.
جاء في جريدة اللواء الجمعة 4/12/1992 تحت عنوان: اعترافات مثيرة لمخطط نسف الكباري واغتيال المسؤولين في مصر:
وفي حوار خاص مع مندوب اللواء أكد المتهم سيد عبد الرزاق بدري ندمه للاشتراك مع ابن خاله في جرائم السطو المسلح على محلات الذهب، وأنه كان مسلوب الإرادة يتصرف بدون تفكير عملًا بمبادئ الجماعة التي تلزم الطاعة العمياء بدون مناقشة، وقال: لقد استغل أمير الجماعة ظرفي الاجتماعي وحاجتي الشديدة للمال وأنا في سن 18 وهو سن الطيش والتهور والاحلام، وبث في فكري أفكار ومعتقدات الجهاد، وطلب مني الانضمام معه لقلب نظام الحكم وإقامة دولة إسلامية قوية يمكن من خلالها تحقيق طموحاتنا، فهجرت الدراسة وأطعت جميع أوامر الجماعة، وبعد أن تأكد أمير الجماعة من إخلاصي له أخبرني بأن السلطة والحكومة لا تطبق الشريعة الإسلامية ويجب تكفيرهم، ثم طلب مني ضم أسرتي المكونة من والدي وهو موظف بسيط وأمي و5بنات و4 صبيان إلى جماعة الجهاد، وإلا يجب تكفيرهم لأنهم يقومون بزيارة أولياء الله، وبالفعل حاولت بث هذه الأفكار لأفراد أسرتي فرفضوها فقمت بتكفيرهم وأعلنت ذلك صراحة مما أشعل غضب والدي وطردني خارج المنزل، فاستقبلني أمير الجماعة بالتكبير واستأجر لي غرفة بالفيوم للإقامة فيها، وبدأ تدريبي العملي على السرقة وكان ذلك بداية طريق الهلاك الذي سرت فيه رغم إرادتي.
وجاء في الكتاب المسمى: “القول القاطع فيمن امتنع عن الشرائع” المعالم الشرعية والفكرية للجماعة الإسلامية بمصر [2] إعداد عصام درباله – عاصم عبد الماجد يقولون مكفرين للامة الإسلامية [ص/2] ما نصه: “أما عامة المسلمين فإنهم اليوم في بُعد وأي بعد عن دينهم، ضيعوا الإسلام منهجًا وعملًا” اهـ.
لذلك ومن باب النصيحة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “الدين النصيحة” وخوفًا من تفتيت بلدنا وحرصًا على الشباب الذي قد ينجرف مع هذا التيار الخطير فإننا نبين بعض أقوالهم الفاسدة ومبادئهم الهدامة التي جاء بها زعيمهم سيد قطب وهو رجل صحافي لم يكن عالمًا من علماء الدين، والتقفها ورددها أحبابه وأنصاره الذين منهم من تولى زعامة فرع حزب الإخوان في لبنان الذي هو تحت اسم الجماعة الإسلامية.