الجمعة مارس 29, 2024

المنهج المبارك

في

تفسير جزء تبارك

 

جمعه وأعده فضيلة الشيخ الدكتور

جميل حليم الهاشمي القرشي الأشعري الشافعي

وقرأه وحرره على

الإمام العالم العلامة الفقيه الحافظ المجتهد المجدد الحجة المفسر

النحوي المتبحر في شتى أنواع العلوم الشيخ عبد الله بن محمد بن يوسف الهرري الحبشي رضي الله تعالى عنه وأرضاه

 

شركة دار المشاريع

الطبعة الأولى

1436هـ 2015ر

 

 

مقدمة الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

{الحمد للهِ الذي أنزلَ على عبدِهِ الكتابَ ولمْ يجْعَلْ لهُ عِوَجًا} (1)، والصلاةُ والسلام على سيدنا محمد إمام الحُنفا وسيد الأوفيا وأشرف الشُرفا وعلى ءاله النُجبا وأصحابه ومن على ءاثاره اقتفى وعلى جميع عباد الله الصُلحا، أما بعد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “بلغوا عني ولو ءاية” (2). وقال صلى الله عليه وسلم: “خيركم من تعلم القرءان وعلّمه” (3)، فعملاً بأمر وتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم قمنا بجمع وإعداد تفسير جزء تبارك، ورجعنا في ذلك إلى عدد من تفاسير علماء الأمة كـ”زاد المسير في علم التفسير” للحافظ المفسر ابن الجوزي، و”البحر المحيط” لأبي حيان الأندلسي، و”تفسير البغوي والقرطبي والطبري”، ثم قمنا بقراءته وتحريره على علامة الدنيا بحر العلوم الشمس الشارقة والقمر المنير الإمام المفسر والحجة المذكر الحافظ المجتهد المجدد شيخنا وأستاذنا ومعلمنا وقدوتنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن يوسف الهرري المعروف بالحبشي، ريحانة لبنان وبركة بيروت ودفينها رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وأسمينا هذا السفر الجليل “المنهج المبارك في تفسير جزء تبارك” وتعمدنا فيه الاختصار بحل الألفاظ وشرح بعض الكلمات ليفهم معنى الآيات من غير تطويل ولا إسهاب ليكون نافعًا للمبتدي وتذكرةً للمنتهي، وأدخلنا في الحواشي بعض الفوائد والقصص والأبحاث مما له تعلق بأصل الموضوع لزيادة الفائدة وأضفنا في بعض المواضع تأويل الآيات المتشابهات تثبيتًا وتوضيحًا لعقيدة أهل السنة والجماعة الأشاعرة والماتريدية نصرهم الله، وتحذيرًا من عقائد المشبهة المجسمة نفات التأويل والتبرك والتوسل، وتحصينًا للناس من التفاسير التي ألفت ونشرت للتشويش على عقائد المسلمين وكانت سببًا في نشر التطرف والإفراط والتفريط والمنهج التكفيري الشمولي الذي نتج عنه استباحة دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم وتقتيل العباد وتخريب البلاد كالتفاسير التي طبعت باسم ابن تيمية الحراني أو ابن قيم الجوزية أو ابن كثير أو محمد بن عبد الوهاب وما طبع لأبي بكر الجزائري وما يسمى في ظلال القرءان لسيد قطب أو لأبي الأعلى المودودي وغيرها من الكتب

 

________________

  • سورة الكهف ءاية 1.
  • البخاري، صحيح البخاري، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، 3/1275.
  • البخاري، صحيح البخاري، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، 3/1275.

التي حشيت بالعقائد الفاسدة الكاسدة المخالفة لعقيدة أهل السنة والجماعة. وقد قال صلى الله عليه وسلم: “من قال في القرءان برأيه فأصاب فقد أخطأ” (1) (2)، فالحذر الحذر من التجرؤ على تفسير القرءان بغير علمٍ، والحذر الحذر من الخوض في تفسير ءايات القرءان بالرأي والهوى، فقد قال الله تعالى {ومِنَ الناسِ مَن يُجادِلُ في اللهِ بغيرِ علمٍ ولا هُدًى ولا كِتابٍ مُنير} (3)، وروى السيوطي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أمير المؤمنين خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفضل البشر بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه قال: أيُّ أرض تُقلّني وأي سماءٍ تظلّني إن قلتُ في كتاب الله بما لا أعلم.

وإني أرجو الله الكريم العفوّ الرحيم أن يتقبل مني هذا العمل وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة وسببًا في مغفرة ذنوبي وعتق رقبتي من النار، وأن ينفع به المسلمين، إنه على ذلك لقدير وبالإجابة لجدير والحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات والله من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل.

 

                              المؤلف

                            بيروت في 23 صفر 1436هـ

                                       الموافق في 17 كانون الأول 2014ر

 

 

 

 

 

 

_____________

  • أبو داود، سنن أبي داود، باب الكلام في كتاب الله بغير علمٍ، 3/358.
  • ومعنى فأصاب أي صادف قوله الواقع. فقد أخطأ أي فقد وقع في ذنب من الكبائر وعصا الله لأنه أفتى بغير علمٍ وتكلم في القرءان برأيه.
  • سورة الحج، ءاية 8.

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله الشائي المريد ذي العرش المجيد الفعّال لما يُريد الذي لا ينتهي ولا يبيد وأشهد أن لا إله إلا الله المبدئ المعيد وأشهد أنّ محمدًا رسول الله إمام العُبَّاد الداعي إلى سبيل الرشاد من بعثه الله رحمةً للعباد وفضَّل أمّته على سائر الأمم الذين عَمَروا البلاد وصلى الله على سيدنا وإمامنا وقدوتنا ونبينا وقرة أعيننا وحبيب قلوبنا وقائدنا محمد سيد الأسياد وعلى إخوانه النبيين والمرسلين أكرم الأجواد وصحابته وأهل بيته وأزواجه وذريته قادات الأجناد ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم التّناد صلاةً وسلامًا دائمين متلازمين إلى يوم المِعاد.

وبعد فقد انتهيتُ بعون الله وتوفيقه ومنّه وفضله وكرمه وجوده وإحسانه ما شاء الله لي جمعه من تفسير جزء من أجزاء كتاب الله الكريم، وهو “جزء تبارك” وقد اعتمدت على عدة كتبٍ من كتب التفسير ذكرتها ءانفًا وتفسير بعض الآيات للإمام الحافظ المفسر الشيخ عبد الله الهرري الحبشي العبدري رضي الله عنه وأعلا في الجنة مقامه ونفعنا به.

وقد أكرمني الله وشرّفني بأن مكّنني ويسّر لي قراءة وتحرير تفسير هذا الجزء المبارك على سيدي ومولاي وأستاذي ومعلّمي وحبيب قلبي ونور عيني وعيون الموحّدين أبي الروحي والمعنوي الشيخ الفاضي التقيّ النقيّ الورع الصفي الزاهد الولي الناسك العابد السائح الذاكر الخاشع لسان المتكلمين وحجة المناظرين وعمدة المفتين ناصر السنة وقامِع البدعة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر حامي حمى الملّة والدين الذّاب عن الشريعة شيخ الطريقة وإمام أهل الحقيقة في هذا العصر شيخ أوانه وفريد زمانه ودرّة عصره سفينة النجاة في القرن الخامس عشر المجدد المحقق الغوّاص في بحر الأصول والفروع مفتي المذاهب المعتبرة وشيخ الطرق الأربعين وأهلها الصادقين الجليل الكامل جامع المعالي والفضائل صاحب الكرم والمفاخر الإمام الهمام قطب الزمان وطبيب القلوب والأبدان صاحب المناقب الجلية والفضائل الجزيلة والأخلاق الجميلة المتواضع الحليم الكريم العارف بالله شيخ الإسلام وحجة الأعلام الجهبذ النحرير والعالم الشهير سماحة شيخ المشايخ الجبل الراسخ صاحب المناقب العظيمة والمآثر الكريمة العالم العلامة الحبر البحر الفهّامة بقية السلف الصالح العالِم الرباني الحافظ محدث الدنيا المفسر النحوي الأصوليّ المتكلم الواعظ المرشد الداعي إلى الحق جبل وحصن ودرع أهل السنة والجماعة خادم علم الحديث النبوي الشريف الجليل النبيل أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمد بن يوسف بن جامع بن عبد الله الشيبي الهرري موطنًا العبدري نسبًا المعروف بالحبشي مفتى المسلمين في الدنيا غفر الله له ولوالديه ومشايخه وأولاده وزوجاته وتلاميذه وأحبابه وخدّامه ومناصريه ومؤيديه ومؤازريه من المؤمنين والمؤمنات رضي الله تعالى عنه وأرضاه وقدّس الله روحه الطاهرة وأعلا في الفردوس الأعلى مقامه وجعل منهجه ذُخرًا للأمة الإسلامية، من ازدانت بيروت بسكناه وتبرّكت بأن كان فيه مثواه وحشرنا وإياه تحت لواء سيد الأنام ونفعنا بعلمه وأدبه وصدقه وصفائه وجعلنا من ورثةِ علمه الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وجعله الله مع النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين في أرفع منازل الجنة وحَسُنَ أولئك رفيقا.

وكانت بداية التحرير في يوم السبت 24 شعبان سنة 1409هـ الغراء الموافق 1 نيسان 1989ر، وانتهى بتاريخ الخميس 12 ربيع الثاني 1424هـ الموافق 12 حزيران 2003ر.

والحمد لله أولاً وءاخرًا وأبدًا وصلى الله على سيدنا محمد النبي وءاله ومن والاه.

جامعه ومحرّره السيد الشريف الحسيب النسيب الشيخ الدكتور عماء الدين أبو محمد جميل بن محمد حليم الحسيني الهاشمي القرشي الأشعري الشافعي الرفاعي القادري رئيس جمعية المشايخ الصوفية في لبنان.