سورة الإخلاص
مكية وقيل مدنية وهي أربع آيات
بسم الله الرحمن الرحيم
قل هو الله أحد: قل أي يا محمد يا أشرف الخلق هو الله أحد أي الذي لا يقبل التعدد ولا الكثرة وليس له شريك في الذات أو الصفات وليس لأحد صفة كصفاته.
والأحد هو الذي لا يقبل الانقسام ولا التجزؤ لأنه ليس جسمًا وقال بعضهم الأحد بمعنى الواحد وقال أبو سليمان الخطابي: الواحد هو المنفرد بالذات فلا يضاهيه أحد. والأحد هو المنفرد بالمعنى فلا يشاركه فيه أحد.
الله الصمد: أي الذي تفتقر إليه جميع المخلوقات مع استغنائه عن كل موجود والذي يقصد عند الشدة بجميع أنواعها ولا يجتلب بخلقه نفعًا لنفسه ولا يدفع بهم عن نفسه ضرًا وقال ابن عباس الصمد الذي لا جوف له وقاله الحسن ومجاهد. الصمد قيل السيد المطلق سيادته تشمل كل شىء. معناه ليس كالإنسان مصمتا أي مسدودا.
لم يلد: قال مقاتل: لم يلد فَيُوَرَّث فيُشارَك وذلك أن مشركي العرب قالوا الملائكة بنات الرحمن وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله فبرَّأ نفسه من ذلك وقال الحافظ العبدري لم يلد ولم يولد نفي للمادية والانحلال وهو أن ينحل منه شىء أو أن يحل هو في شىء.
ولم يكن له كفوًا أحد: أي لا نظير له بوجه من الوجوه والكفؤ المثيل.
وقد أخرج البيهقي بالاسناد الصحيح عن ابن عباس أن اليهود أتوا الى النبي فقالوا يا محمد صف لنا ربك الذي تعبده فنزلت قل هو الله أحد إلى آخر السورة فقال رسول الله هذه صفة ربي عز وجل قاله الحافظ العبدري.
وروى البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رجلا يقرأ قل هو الله أحد يرددها فلما أصبح جاء الى رسول الله فذكر ذلك له وكأن الرجل يتقالها (أي يراها شيئا قليلا) فقال رسول الله والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرءان.
والله اعلم وأحكم