روى البخاري في صحيحه أن رسول الله ﷺ قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له، وأنَّا محمدًا عبدُه ورسولُه، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمتُه ألقاها إلى مريم وروح منه والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل»([1]) رواه البخاريّ. ومعنى: «وروح منه» أن روح المسيح روحٌ صادرةٌ من الله تعالى خلقًا وتكوينًا، فالله أضاف روح عيسى إلى نفسه إضافة تشريف، وليس المعنى أن المسيحَ جزءٌ من الله عزَّ وجلَّ، فالله سبحانه وتعالى ليس أصلًا لغيره ولا هو فرعٌ عن غيره، وليس روحًا ولا جسدًا {لَـمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَـمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 3، 4].
[1])) صحيح البخاريّ، البخاري، كتاب أحاديث الأنبياء، باب: قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّـهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّـهِ وَكِيلًا} [النساء: 171]. (4/200، 291)، رقم 3435.