الإثنين ديسمبر 8, 2025
  • رمضان مبــــارك

    الخطبة الأولى:

    إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله من بعثه الله رحمة للعالمين هاديا ومبشرا ونذيرا بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا من أنبيائه صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله .

     

    عباد الله اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد.

    أما بعد،

    أيها الأحبة الكرام، نستقبل بعد أيام شهرا عظيما مباركا، شهر رمضان المكرم. يقول الله تعالى في القرءان الكريم: ] يا أيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون [ وصيام رمضان فرض في شهر شعبان سنة ثنتين للهجرة وصيام رمضان بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفنا كيف يكون إثباته كما عرفنا كيف يكون انتهاؤه. قال عليه الصلاة والسلام: ” صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما”. ماذا ينبغي أن يكون حال المسلم عند استقبال رمضان وبعد دخوله. إن عدة الشهور اثنا عشر شهرا وكل من هذه الشهور يعرف بدؤه ويعرف انتهاؤه بمراقبة الهلال. والمسلمون سلفهم وخلفهم على هذا هم ثابتون وقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز اعتماد قول فلكي في إثبات هلال رمضان وبالتالي ليلة الثلاثين من شعبان يراقب هلال رمضان فإن بان ثبت صيامه و إلا فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما. وفي مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان فسحة للمسلمين بحيث لو بان هلال رمضان في المشرق جاز لأهل المغرب والشمال والجنوب أن يصوموا بناء على رؤية أهل المشرق وكذلك لو رأى مسلم عدل ثقة هلال رمضان في أمريكا الشمالية جاز لنا أن نصوم في مذهب الإمام أبي حنيفة النعمان بناء على رؤيته. وهكذا لا بد من مراقبة هلال رمضان، وليلة الثلاثين وهي بعد غروب شمس يوم الثلاثاء المقبل ينبغي التيقن من رؤية الهلال قبل النوم فإن من استيقظ صبيحة رمضان ووجد المسلمين صائمين وهو لم ينو الليلة الماضية لم يبيت النية ما ثبت له صيام فلا بد من الاهتمام برؤية هلال رمضان والاعتماد يكون على قول ثقة، أما الاعتماد على الفلك في تحديد أوائل الشهور العربية فتلك مخالفة واضحة وصريحة لما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما”. هذا الشهر العظيم كيف يكون حال المسلم فيه، لا بد أولا من معرفة القاعدة الشرعية من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور. عظيم أن يتوب الإنسان إلى الله تعالى في رمضان وفي شعبان وفي شوال وفي بقية أيام السنة من عمره. عظيم أن ينتهي عن المنكرات والمحرمات ويثبت على تجنبها. أن يعزم على انه لن يعود إليها حتى يستوفي شروط التوبة، كيف يكون حالنا في شهر رمضان شهر الخير شهر الطاعة، ومن شغله الفرض عن النفل فهو معذور إذن من عرف من نفسه إن عليه فوائت صلوات مفروضات، من عرف من نفسه أن عليه قضاء صلوات مفروضات لا يشتغل بتلاوة أجزاء من القرءان الكريم يوميا ليل نهار وصلوات النافلة وقيام رمضان وهو لم يسأل عن الفرائض التي ضيعها من قبل وفوتها على نفسه بلا عذر. فاتته بلا عذر، إذن من أراد التدين فلا بد أن يعلم كيف يكون التدين، لا بد أن يعلم كيف تكون الطاعة قبل ان ينكب على تلاوة المصحف يوميا وهو لم يسبق له أن تلقى تلاوة القرءان عند أهل العلم والمعرفة، بعض الناس أرادوا أن يمتحنوا ليتقدموا للإمامة في مسجد قبل سنوات، الأستاذ الممتحن فتح له المصحف ليقرأ من سورة الدخان: ] حم، والكتاب المبين [ فقال: ] بسم الله الرحمن الرحيم ، حم[ لا يعرف تلاوة القرءان فهل يقال هذا اجتهد فأخطأ فله أجر وبدلا من أن يقرأ ]حم[ قرأها ]حم[ هذا لا يكون طاعة فبالتالي لا يكون تقربا إلى الله تعالى لا في رمضان ولا في غير رمضان، حال المسلم الذي يريد رضا الله سبحانه وتعالى لا بد أن يكون طالب علم، يتعلم ما فرض الله عليه تعلمه ثم يمارس ويؤدي ويلتزم بالفرائض أولا لأن التقرب إلى الله تعالى بالفرائض قبل النوافل كما قال الله تعالى في الحديث القدسي: “وما تقرب إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضت عليه” كثيرون يبدؤون بحفظ القرءان الكريم وهم يعتقدون في الله الجلوس على العرش. ما نفعهم حفظهم للكتاب وكتاب الله يلعنهم لأن الذي يعتقد أن الله له صورة هذا ما عرف الله تعالى فلا يصح منه صيام ولا قيام ولا صلاة ولا زكاة ولا حج ولا طاعة. إذا حال المسلم في رمضان إن أراد أن يشغل أوقاته بالطاعة لا بد أن يحضر مجالس علم الدين، لا بد أن يكون ممن يؤدي الواجبات قبل أن يشتغل بالنوافل وعليه فوائت صلوات مفروضات فوتها على نفسه بلا عذر. أما من أتم الواجبات فليكن في ذكر منه تلاوة القرءان الكريم في شهر الطاعة، في الشهر الذي أنزل فيه القرءان الكريم. أديموا النظر في القرءان ولا تهجروه. كثير من البيوت إن قرئ فيه القرءان يظن بعض من في الجوار أن هناك ميتا. وكأن تلاوة القرءان لا تكون إلا على أهل القبور أو الأموات في البيوت استعداد لنقلهم إلى المقابر وأثناء تجهيزهم. حافظوا على الفرائض بتمامها وبعد الفرائض على السنن الرواتب ومجالس علم الدين التي تقام في المسجد إن هي إلا زاد لك قبل انتقالك إلى قبرك فالعمل بالفرض يقرب إلى الله تعالى أكثر من العمل بالنوافل. فعليكم بتقديم الفرض على النفل عملا بقاعدة شرعية: من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور. اشغلوا أوقاتكم بطاعة الله انتم وأولادكم وأهل بيتكم، فحال المسلم في رمضان صفاء القلب وطهارة الجوارح عن الدرن، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

     

    هذا واستغفر الله لي ولكم .

     

    الخطبة الثانية :

              إن الحمد لله، نحمده ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يـهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى كل رسول أرسله. أما بعد عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله العلي العظيم.    

              يقول الله تعالى في كتابه العزيز : }يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم، يوم  ترونـها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات  حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد{.

              واعلموا أن الله أمركم بأمر عظيم أمركم بالصلاة على نبيه الكريم فقال : } إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين  ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما{ اللهم صل على محمد وعلى ءال محمد كما صليت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم وبارك على محمد وعلى ءال محمد كما باركت على إبراهيم وعلى ءال إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم إنا دعوناك فاستجب لنا دعاءنا فاغفر اللهم لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الأخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين اللهم استر عوراتنا وءامن روعاتنا واكفنا ما أهمنا وقنا شر ما نتخوف.

    عباد الله،  إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.اذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه يزدكم ، واستغفروه يغفر لكم واتقوه يجعل لكم من أمركم مخرجا، وأقم الصلاة.