الأربعاء أبريل 2, 2025

ذِكْرُ بَعْضِ مَا لاقَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَذَى الْمُشْرِكِينَ

 

   عَلِمَ مُشْرِكُوا مَكَّةَ بِدَعْوَةِ النَّبِىِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَارُوا يُؤْذُونَهُ وَيُؤْذُونَ أَصْحَابَهُ وَكَانَ مِمَّنْ عَادَاهُ وَءَاذَاهُ أَبُو جَهْلٍ عَمْرُو بنُ هِشَامٍ وَعَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى بنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَامْرَأَتُهُ أُمُّ جَمِيلٍ بِنْتُ حَرْبٍ وَكَانَتْ تَحْتَطِبُ الشَّوْكَ فَتُلْقِيهِ فِى طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ لَيْلًا.

   وَقَدْ رُوِىَ فِى الْحَدِيثِ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ﴾ [سُورَةَ الشُّعَرَاء/214] صَعِدَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الصَّفَا فَقَالَ «يَا صَبَاحَاهُ» فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ قُرَيْشٌ فَقَالُوا مَا لَكَ.

   فَقَالَ «أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ الْعَدُوَّ مُصَبِّحُكُمْ أَوْ مُمَسِّيكُمْ أَمَا كُنْتُمْ تُصَدِّقُونِى» قَالُوا بَلَى.

   فَقَالَ «فَإِنِّى نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَىْ عَذَابٍ شَدِيدٍ» قَالَ أَبُو لَهَبٍ «تَبًّا لَكَ أَلِهَذَا دَعَوْتَنَا» فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَوْلَهُ تَعَالَى ﴿تَبَّتْ يَدَا أَبِى لَهَبٍ﴾ [سُورَةَ الْمَسَد/1] فَلَمَّا سَمِعَتْ أُمُّ جَمِيلٍ هَذِهِ السُّورَةَ أَتَتْ أَبَا بَكْرٍ وَهُوَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ فِى الْمَسْجِدِ وَبِيَدِهَا حَجَرٌ مِلْءُ الْكَفِّ فَقَالَتْ بَلَغَنِى أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِى وَلَأَفْعَلَنَّ بِهِ وَأَفْعَلَنَّ، وَأَعْمَى اللَّهُ بَصَرَهَا عَنْ رَسُولِهِ فَقَالَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ هَلْ تَرِينَ مَعِى أَحَدًا فَقَالَتْ أَتَهْزَأُ بِى لا أَرَى غَيْرَكَ وَصَارَتْ تَذُمُّ رَسُولَ اللَّهِ.

   فَسَكَتَ أَبُو بَكْرٍ وَمَضَتْ هِىَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَقَدْ حَجَبَتْنِى عَنْهَا مَلائِكَةٌ فَمَا رَأَتْنِى وَكَفَانِى اللَّهُ شَرَّهَا».

   وَفِى بَعْضِ الأَيَّامِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفَنَاءِ الْكَعْبَةِ فَأَقْبَلَ عُقْبَةُ بنُ أَبِى مُعَيْطٍ وَكَانَ مِنْ رُءُوسِ الْكُفَّارِ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَوَى ثَوْبَهُ فِى عُنُقِهِ فَخَنَقَهُ بِهِ خَنْقًا شَدِيدًا فَأَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ فَأَخَذَ بِمَنْكِبِهِ وَدَفَعَهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّىَ اللَّهُ.

 

   الأَسْئِلَةُ:

   (1) هَلْ تَذْكُرُ عَدَدًا مِنَ الأَشْخَاصِ الَّذِينَ ءَاذَوُا الرَّسُولَ وَأَصْحَابَهُ مَنْ هُمْ.

   (2) مَاذَا كَانَتْ تَفْعَلُ أُمُّ جَمِيلٍ لِلرَّسُولِ.

   (3) لِمَاذَا صَعِدَ الرَّسُولُ إِلَى الصَّفَا مَاذَا قَالَ لِقُرَيْشٍ.

   (4) هَلْ حَضَرَ أَبُو لَهَبٍ، مَاذَا قَالَ الرَّسُولُ.

   (5) مَا هِىَ السُّورَةُ الَّتِى فِيهَا ذَمُّ أَبِى لَهَبٍ وَامْرَأَتِهِ هَلْ تَحْفَظُهَا، اذْكُرْهَا.

   (6) لَمَّا سَمِعَتْ أُمُّ جَمِيلٍ بِسُورَةِ الْمَسَدِ مَاذَا فَعَلَتْ.

   (7) مَاذَا قَالَ لَهَا سَيِّدُنَا أَبُو بَكْرٍ.

   (8) هَلْ رَأَتِ الرَّسُولَ فِى الْمَسْجِدِ، مَاذَا حَصَلَ.

   (9) مَنْ هُوَ عُقْبَةُ بنُ أَبِى مُعَيْطٍ، مَاذَا فَعَلَ لِلرَّسُولِ.