السبت سبتمبر 7, 2024

ذكر اقداحه وءانيته وركوته وربعته وسريره عليه السلام
كان للنبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم اقداح كثيرة منها قدح يسمى الريّان، وءاخر يسمى المُغيثُ ، وقدح ءاخر مُضبّبٌ بعضه بالفضة وكان يُغيثهم به صلى الله عليه وسلم إذا ما مسّتهم حاجة، فيشربون فيه فيَشْفَون بإذن الله تعالى.

وكان له صلى الله عليه وسلم قدحٌ ءاخر من زجاج،وقدح من عَيدان وكان هذا القدح يُجعل تحت سريره صلى الله عليه وسلم يقضي به حاجته ويبول فيه بالليل في الأوقات الباردة.

وكان له صلى الله عليه وسلم تَوْرٌ من حجارة يتوضأ فيه والتّوْر إناء كبير يُتطهر منه.

وكانت ركوته صلى الله عليه وسلم التي تكون للماء تُسمى الصّادرة.
وكانت قصعته صلى الله عليه وسلم تُسمى الغراء وكانت كبيرة، والقصعة الصّحْفة التي يؤكل فيها الطعام.

وكان له صلى الله عليه وسلم صاع وهو مكيال لأجل إخراج زكاة الفطر به.

وكان له صلى الله عليه وسلم رَبعةٌ_ صندوق، قُفَّة_ مربعة اسكندرانية أهداها له المقوقس ملك الاسكندرية مع مارية أم ابنه ابراهيم وكانت هذه الرّبعة كجؤنة العطار، وهي كالقُفة التي يجعل فيها الطيب، وكان صلى الله عليه وسلم يجعل فيها أمتعته أي سواكه صلى الله عليه وسلم ومكحلته التي كان يكتحل منها عند النوم، ومرءاته التي كان صلى الله عليه وسلم ينظر فيها وكانت تسمى المدلة، ومقراضه ( وهو ءالة القطع) وكان يسمى الجامع.
وكانت هذه الأشياء لا يفارقها صلى الله عليه وسلم في السفر.

وكان له صلى الله عليه وسلم سرير أهداه له الصحابي الجليل أسعد بن زرارة وكانت قوائم هذا السرير من خشب الساج، وكان مُوشحًا بالليف.

فقد رُوي عن السيدة الجليلة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كانت قريش بمكة وليس شىء أحبّ إلينا من السرير ننام عليه، فلما قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل منزل أبي أيوب قال صلى الله عليه وسلم:” أما لكم سرير؟ ” قالوا: لا، فبلغ أسعد بن زرارة فبعث له سريرًا له عمود وقوائمه سَاج_ أي من خشب شجر الساج_ وكان ينام عليه حتى تحوّل إلى منزلي وكان فيه، فوهبه لي وكان ينام عليه حتى توفيّ صلى الله عليه وسلم وهو فوقه، وطلبه الناس منّا يحملون عليه موتاهم ، فحمل عليه أبو بكر وعمر والناس طلبًا لبركته.”

فائدة: كان الصحابة رضوان الله عليهم يتبركون بآثار النبي صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته ولا زال المسلمون بعدهم إلى يومنا هذا على ذلك, والتبرك معناه طلب زيادة الخير، وجواز التبرك يعرف من فعل النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم حيث أنه قسم شعره وأظافره بين صحابته رضوان الله عليهم ليكون شعره بركة باقية بينهم وتذكرة لهم وليستشفوا به من أمراضهم وليتبركوا به وليستشفعوا إلى الله تبارك وتعالى بما هو منه صلى الله عليه وسلم ويتقرّبوا بذلك إليه، ثم تبع الصحابة في هذه الخَصلة المباركة وهي طريقةُ التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم من أسعدَه الله تبارك وتعالى وتوارد ذلك الخلفُ عن السلف واستمر ذلك إلى هذا الوقت.

وما أحسن قول القائل في مدح شعرة النبي صلى الله عليه وسلم:
هي شعرةُ المختار فاحت بالشّذا ** فبطيبها تتعطر النّسمات
فادْعُ الإله بسِرها مُتوسلاً ** فعسى تجاب بسرها الدعواتُ