ذكرُ كيفيةِ فراشه صلى الله عليه وسلم
الفراشُ هو المتاع الذي يوضع تحت الإنسان لينام عليه فيقي عنه البردَ وأذى الحر.
كان للنبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم فراشٌ من أَدَمِ( جمع أديم وهو الجلد المدبوغ) وكان حشو فراشه صلى الله عليه وسلم ليفًا كما رواه الشيخان، وكان فراشه صلى الله عليه وسلم غاية في التواضع لا يؤدي بمنظره الحسن إلى عُجْب أو كِبْر بل يؤدي إلى تواضع، وربما نام عليه الصلاة والسلام على العباءة يثْنيها ثنيتين عند بعض نسائه أي تُفرش له صلى الله عليه وسلم العباءة إذا نام طَاقَين تحته، فقد روى الترمذيّ في “الشمائل المحمدية” عن السيدة الجليلة حفصة بنت عمر الفاروق رضي الله عنه وعنها:” كان فراشه مِسحًا يثنيه ثنيتين فينام عليه، فلما كان ذات ليلة قلتُ لو تثنيه بأربع ثنيات كان أوطأ لك فثناه صلى الله عليه وسلم بأربع فلمّا أصبح أمر برَدِه لحالته الأولى”.
وربما نام عليه الصلاة والسلام على الحصير ما تحته شىء وغيره.
فائدة: عن الصحابي الجليل عبدِ الله بن مسعود رضي الله عنه قال” نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثّر في جنبه، قُلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وِطأة فقال صلى الله عليه وسلم :” ما لي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظلّ تحت شجرة ثم راح وتركها” رواه الترمذي.
وعن عكرمة قال: دخل عمر بن الخطاب على النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو راقد على حصير من جريد وقد أثّر في جنبه فبكى عمر فقال له صلى الله عليه وسلم: ما يُبكيك؟” قال ذكرتُ كسرى وملكه وهرمز وملكه، وصاحب الحبشة وملكه، وأنت يا رسول الله صلى الله عليك وسلم على حصير من جريد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” أما ترضى أنّ لهم الدنيا ولنا الأخرة”.