ذكرُ أزواجه صلى الله عليه وسلم
عددُ زوجات النبيّ الأعظم صلى الله عليه وسلم اللاتي دخل بهِنّ اثنتا عشرة وقيل:
أولهنّ على الترتيب: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها ثم سَودة بنت زمعة وأصدقها النبيّ صلى الله عليه وسلم (أي جعل مهرها) أربعمائة درهم ثم عائشة بنت الصّديق ابي بكر رضي الله عنها وعن ابيها، عقّد عليها النبيّ صلى الله عليه وسلم وهي ابنة سِت وبنى بها وهي ابنة تِسع ومات صلى الله عليه وسلم عنها وهي بنت ثماني عشرة.
ثم حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنها وعن أبيها الفاروق ثم زينب بنت خُزيمة الحارثية وكانت تسمّى أمّ المساكين لرحمتها لهم رضي الله عنها.
ثم أمّ سلَمة هند بنت أبي أمية بن الغيرة المخزومية ثم زينبُ بنت جحش وكان اسمها برَة فسمّاها النبيّ عليه الصلاة والسلام زينب وكانت رضي الله عنها كثيرة الصدقة والإيثار وكانت هي التي تسامي السيدة الجليلة عائشة في المنزلة عنده صلى الله عليه وسلم وكانت رضي الله عنها أوّاهة قوّامة صوّامة.
فائدة: روى البخاري والبيهقي أن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول لنساء الرسول صلى الله عليه وسلم:” زوّجكُنَّ أهاليكُنَّ وزوّجني الله من فوق سبع سموات”.
فمعنى هذا الحديث أن تزوّج النبي صلى الله عليه وسلم بها مسجّل في اللوح المحفوظ ، وهذا كتابة خاصة بزينب بها مُسجّل في اللوح المحفوظ ، وهذه كتابة خاصة بزينب رضي الله عنها ليست الكتابة العامة، وأما الكتابة العامة فهي لكل شخص، فكل شىء يحصل إلى ما لا نهاية الدنيا من زواج وغيره فهو مُسجّل في اللوح المحفوظ الذي هو جرمٌ كبير جدا فوق السموات السبع، وحديث زينب هذا فيه بيان أن زينبَ رضي الله عنها تزوّجها النبيّ العظيم صلى الله عليه وسلم بالوحي من غير ولي وشاهدين.
وليس معنى هذا الحديث أن الله تبارك وتعالى يسكنُ ويتحيّز فوق السموات السبع فهذا مستحيل على الله تعالى لأنّ المكان والحيّز من أوصاف الأجسام والأحجام والله تعالى مُنزّه عن الجِسميّة والحيّز والمكان ، يقول الإمام السلفي أبو جعفر الطحاوي المتوفى سنة 327 للهجرة في عقيدته:” تعالى ( أي الله) عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات” أي المخلوقات، معناه: الله تبارك وتعالى موجود بلا مكان ولا جهة ولا يسكن جهة فوق ولا جهة تحت ولا أيّ مكان لأنه سبحانه وتعالى ليس جسمًا لأن الجسم هو الذي يتخذُ مكانًا ويتحيّز في جهة من الجهات والله تبارك وتعالى كما أخبر في القرءان الكريم” ليسَ كمثله شىءٌ وهو السميع البصيرُ (11) سورة الشورى.
يقول أيضًا الإمام الطحاوي في عقيدته :” ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر”.
ثم تزوّج النبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم بعد زينب بنت جحش السيدة جويرية بنت الحارث المصطلقية سبَاها النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع وأعتقها وتزوجها
ثم ريحانة بنت زيد من بني النضير أعتقها وتزوجها عليه الصلاة والسلام
ثم أمُّ حبيبة رَمْلة بنت أبي سفيان بن حرب، هاجرت مع زوجها عبيد الله بن جحش للحبشة فتنصر زوجها هناك ومات وثبتت هي رضي الله عنها على الإسلام، وبعثَ النبيّ المصطفى صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية إلى النجاشي فزَوّجه إيّاها.
ثم ميمونة بنت الحارث وكان اسمها بَرّة فسمّاها النبيّ عليه الصلاة والسلام ميمونة وهي خالة عبد الله بن عباس وخالد بن الوليد رضي الله عنهما وهي ءاخر من تزوّج النبيّ صلى الله عليه وسلم.
وقد تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم جماعةٌ من النساء ولكنه لم يدخل بهنّ وخطبَ جماعة منهنّ ولكن لم يتمّ نكاحهُنَّ وتزوجُهُنَّ