الجمعة أكتوبر 18, 2024

دُعاؤُه لعَبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ رضي الله عنه بالحِكمةِ وتأويلِ القُرءانِ

473-        

وَلِابْنِ عَبّاسٍ بِفِقْهِ الدِّيـنِ مَعْ


 

عِـلْـمٍ بِتَأْوِيـلٍ فَبَحْـرًا اتَّـسَـعْ


 




(وَ)مِن مُعجِزاتِه ﷺ أنّه دَعا (لِـ)ـعبدِ الله (ابْنِ عَبّاسٍ) رضي الله عنه (بِـ)ـنَيلِ (فِقْهِ الدِّينِ) أي الفَهِم فيهِ (مَعْ) اكتِسابِ (عِلْمٍ بِتَأْوِيلٍ) أي تفسيرٍ للقُرءانِ الكريمِ (فَـ)ـاستُجِيبَتْ دعوةُ النّبِيّ ﷺ وغَدا عبدُ اللهِ بنُ عبّاسٍ رضي الله عنهُما (بَحْرًا) غزِيرًا (اتَّسَعْ) عِلمًا.

وفي ذلكَ دِلالةٌ على أنّ التّأوِيلَ الموافِقَ للشّرعِ ليس مذمومًا، إذْ لو كان مذمومًا لكانَ دُعاءُ النّبِيّ ﷺ دعاءً على ابنِ عبّاسٍ لا له. وكانَ ﷺ يكافِئُ بالكثيرِ على العمَلِ القَلِيلِ مِن الخَيرِ، ومِمّا يَدُلُّ على ذلكَ دعاؤُه ﷺ لابن عبّاس، فقَد روَى ابنُ ماجهْ وأحمدُ والحاكِمُ واللَّفظُ له عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنهُما قال: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيتِ مَيمُونَةَ فَوَضَعَت لَهُ وَضُوءًا، فَقالَت لَهُ مَيمُونَةُ: وَضَعَ لَكَ عَبدُ اللهِ بنُ العَبّاسِ وَضُوءًا([1])، فَقالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّههُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمهُ التَّأوِيلَ»، وفي لَفظِ ابن ماجهْ: «وَتَأْوِيلَ الْكِتَابِ».



([1])  بفتح الواو أي ماءً يُتوضّأ منه.