دُعاؤُه ﷺ لعَبدِ اللهِ بنِ عبّاسٍ رضي الله عنه
بالحِكمةِ وتأويلِ القُرءانِ
473- |
وَلِابْنِ عَبّاسٍ بِفِقْهِ الدِّيـنِ مَعْ |
|
عِـلْـمٍ بِتَأْوِيـلٍ فَبَحْـرًا اتَّـسَـعْ |
(وَ)مِن
مُعجِزاتِه ﷺ أنّه دَعا (لِـ)ـعبدِ الله (ابْنِ عَبّاسٍ) رضي الله عنه (بِـ)ـنَيلِ (فِقْهِ الدِّينِ) أي الفَهِم فيهِ (مَعْ) اكتِسابِ
(عِلْمٍ بِتَأْوِيلٍ) أي تفسيرٍ للقُرءانِ الكريمِ (فَـ)ـاستُجِيبَتْ دعوةُ النّبِيّ ﷺ وغَدا عبدُ اللهِ بنُ
عبّاسٍ رضي الله عنهُما (بَحْرًا) غزِيرًا (اتَّسَعْ) عِلمًا.
وفي ذلكَ دِلالةٌ على أنّ التّأوِيلَ الموافِقَ للشّرعِ ليس مذمومًا، إذْ لو
كان مذمومًا لكانَ دُعاءُ النّبِيّ ﷺ دعاءً على ابنِ عبّاسٍ لا له. وكانَ ﷺ
يكافِئُ بالكثيرِ على العمَلِ القَلِيلِ مِن الخَيرِ، ومِمّا يَدُلُّ على ذلكَ
دعاؤُه ﷺ لابن عبّاس، فقَد روَى ابنُ ماجهْ وأحمدُ والحاكِمُ واللَّفظُ له عن ابنِ
عبّاسٍ رضي الله عنهُما قال: كانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ فِي بَيتِ مَيمُونَةَ فَوَضَعَت
لَهُ وَضُوءًا، فَقالَت لَهُ مَيمُونَةُ: وَضَعَ لَكَ عَبدُ اللهِ بنُ العَبّاسِ
وَضُوءًا([1])، فَقالَ: «اللَّهُمَّ فَقِّههُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمهُ
التَّأوِيلَ»، وفي
لَفظِ ابن ماجهْ: «وَتَأْوِيلَ
الْكِتَابِ».