الثلاثاء يناير 14, 2025

دَعْوَةُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ

 

   اللَّهُ تَعَالَى جَعَلَ إِنْطَاقَ عِيسَى فِى الْمَهْدِ مُقَدِّمَةً لِمَا يَسْتَقْبِلُهُ الْمَسِيحُ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ أَنْ يَكُونَ دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى كَمَا كَانَ الأَنْبِيَاءُ الأَوَّلُونَ الَّذِينَ سَبَقُوهُ فَكَانَ كَلامُهُ نُطْقًا كَالْكَلامِ الْعَادِىِّ لَكِنَّهُ بَعْدَ تِلْكَ الْكَلِمَاتِ عَادَ لِحَالَتِهِ الَّتِى كَانَ عَلَيْهَا فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى صَارَ فِى السِّنِّ الَّذِى يَتَكَلَّمُ فِيهِ الأَطْفَالُ. فَاللَّهُ تَعَالَى قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ وَلا يُعْجِزُهُ شَىْءٌ.

   وَكَانَ أَتْبَاعُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ عَلَى الإِسْلامِ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَيُؤْمِنُونَ بِعِيسَى أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَيُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ لِلَّهِ تَعَالَى يُصَلُّونَ بِسُجُودٍ وَرُكُوعٍ وَيَتَوَضَّئُونَ، أُولَئِكَ أُمَّتُهُ عَاشُوا بَعْدَ أَنْ رُفِعَ عِيسَى إِلَى السَّمَاءِ عَلَى هَدْيِهِ وَتَعَالِيمِهِ وَطَرِيقَتِهِ مِائَتَىْ سَنَةٍ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ دَخَلَهُمُ الِانْحِرَافُ صَارَ عَدَدُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُمْ يَنْقُصُ شَيْئًا فَشَيْئًا وَيَكْثُرُ الآخَرُونَ الَّذِينَ يَعْبُدُونَ عِيسَى.

   ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ اسْمُهُ قِسْطَنْطِينُ كَانَ وَثَنِيًّا فِى الأَصْلِ دَخَلَ فِى هَذَا الدِّينِ الْمُحَرَّفِ فَزَادَهُمْ ضَلالًا وَوَسَّعَهُ لَهُمْ حَتَّى صَارُوا يُظْهِرُونَ فِى أَكْثَرِ بِلادِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ عِبَادَةَ غَيْرِ اللَّهِ.

   وَأَمَّا أَتْبَاعُ عِيسَى الصَّادِقُونَ الَّذِينَ بَقُوا عَلَى الإِسْلامِ فَصَارُوا فِى ضَعْفٍ شَدِيدٍ وَلَجَئُوا إِلَى الْجِبَالِ. كَانَ الْوَاحِدُ مِنْهُمْ يَبْنِى فِى الْجِبَالِ كُوخًا أَوْ يَسْكُنُ مَغَارَةً وَيَأْكُلُ أَوْرَاقَ الشَّجَرِ وَنَبَاتَاتِ الأَرْضِ هَرَبًا مِنْ أَهْلِ الْمُدُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبَغَوْا وَظَلَمُوا. ثُمَّ هَؤُلاءِ أَيْضًا فُقِدُوا وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ بَعْدَ ذَلِكَ لا فِى الْجِبَالِ وَلا فِى الْمُدُنِ وَهَذَا قَبْلَ بِعْثَةِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ.

 

   الأَسْئِلَةُ:

   (1) إِنْطَاقُ سَيِّدِنَا عِيسَى فِى الْمَهْدِ كَانَ مُقَدِّمَةً لِمَاذَا.

   (2) كَيْفَ كَانَ كَلامُهُ، هَلْ عَادَ إِلَى حَالَتِهِ الْعَادِيَّةِ.

   (3) أَتْبَاعُ عِيسَى الْمُسْلِمِينَ مَاذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ.

   (4) مَتَى دَخَلَ الِانْحِرَافُ إِلَى الَّذِينَ كَفَرُوا بِعِيسَى.

   (5) مَنْ هُوَ الَّذِى زَادَهُمْ ضَلالًا، كَيْفَ.

   (6) أَيْنَ لَجَأَ أَتْبَاعُ عِيسَى الصَّادِقُونَ لِمَاذَا.