خَلْقُ حَوَّاءَ عَلَيْهَا السَّلامُ
خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى سَيِّدَتَنَا حَوَّاءَ مِنْ ضِلَعِ ءَادَمَ الأَيْسَرِ الأَقْصَرِ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الشَّيْخَانِ: «وَلَأَمَ مَكَانَهُ لَحْمًا»، قِيلَ لِذَلِكَ سُمِّيَتْ حَوَّاءُ بِهَذَا الِاسْمِ لِأَنَّهَا خُلِقَتْ مِنْ شَىْءٍ حَيٍّ، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ» الْحَدِيثَ. وَلَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَوَّاءَ طِفْلَةً صَغِيرَةً ثُمَّ طَوَّرَهَا إِلَى الْكِبَرِ، بَلْ خَلَقَهَا عَلَى هَيْئَتِهَا الَّتِي عَاشَتْ عَلَيْهَا كَبِيرَةً طَوِيلَةً مُنَاسِبَةً لِطُولِ ءَادَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ، قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً﴾ [سُورَةَ النِّسَاء/1].
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِّنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ [سُورَةَ الأَعْرَاف/189] وَقَدْ زَوَّجَ اللَّهُ تَعَالَى ءَادَمَ حَوَّاءَ وَجَعَلَهَا لَهُ حَلالًا فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ كَانَا كَذَلِكَ فِي الأَرْضِ.