الإثنين ديسمبر 8, 2025

خَلْقُ الْعَرْشِ:

   قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ [سُورَةَ التَّوْبَة/129] وَهُوَ سَرِيرٌ لَهُ أَرْبَعُ قَوَائِمَ وَمَكَانُهُ فَوْقَ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَهُوَ سَقْفُ الْجَنَّةِ مُنْفَصِلٌ عَنْهَا وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ الْجَنَّةَ فَاسْأَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ فَإِنَّهُ أَعْلَى الْجَنَّةِ وَأَوْسَطُهَا وَسَقْفُهُ عَرْشُ الرَّحْمٰنِ» ثُمَّ إِنَّ حَوْلَ الْعَرْشِ مَلائِكَةً لا يَعْلَمُ عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَهُوَ أَكْبَرُ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ حَجْمًا وَمِسَاحَةً وَامْتِدَادًا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مَا السَّمَوَاتُ السَّبْعُ مَعَ الْكُرْسِيِّ إِلَّا كَحَلَقَةٍ مُلْقَاةٍ بِأَرْضٍ فَلاةٍ، وَفَضْلُ الْعَرْشِ عَلَى الْكُرْسِيِّ كَفَضْلِ الْفَلاةِ عَلَى الْحَلَقَةِ» رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ. وَالْعَرْشُ يَحْمِلُهُ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَعْظَمِ الْمَلائِكَةِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُونَ ثَمَانِيَةً قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ﴾ [سُورَةَ الْحَاقَّة/17]، وَقَدْ وَصَفَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدَ حَمَلَةِ الْعَرْشِ بِأَنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةَ سَبْعِمِائَةِ عَامٍ بِخَفَقَانِ الطَّيْرِ الْمُسْرِعِ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ.