خَاْتِمَةٌ:
لَمَّا
كانَ علمُ الدينِ أفضلَ ما تنفقُ فيهِ نفائسُ الأيامِ وأعلى مَا خُصَّ بمزيدِ
الاهتمامِ، كانَ حريٌ بمنْ عرفَ هذا الشرعَ أنْ ينشرَه ويَبُثَّ معانيَه بينَ
المسلمينَ وأفضلُ العلومِ مِنْ علومِ الشريعةِ الغَرَّاءِ هوَ علمُ التوحيدِ الذي
بهِ يحصلُ أصلُ الإيمانِ عندَ المسلمِ وبهِ يحصلُ لهُ النجاةُ مِنَ الخلودِ
الأبديِّ في النارِ، ولما كانتِ الأسماءُ الحسنى للهِ تعالى تحويْ معانيَ التوحيدِ
وأصولَه قدمتُ شرحًا لها جمعتُ فيهِ شيئًا مِنْ مسائلِ هذا العلمِ راجيًا مِنَ
اللهِ تعالى أنْ يعيننَا على إحياءِ مذهبِ أهلِ السنةِ في هذهِ الأمةِ فبإحيائِه
يصلحُ حالُ أبنائِها وتجتمعُ كلمتُها، ناصحًا المسلمينَ أنْ يَشْغَلُوا بهذا
العلمِ تَعَلُّمًا وتعليمًا نفائسَ أوقاتِ عُمُرِهِم فاللهُ تعالى لم يأمرْ نبينَا
صلواتُ ربِّي وسلامُه عليهِ بِطَلَبِ الازديادِ مِنْ شىءٍ إلَّا مِنَ العلمِ حيثُ
قالَ سبحانَه: ﱡﭐ ﱐ ﱑ ﱒ ﱓ ﱔ ﱠ([1])،
وأتمثلُ في ختامِ هذا الكتابِ أبياتَ ابنِ جزيٍّ القرطبيِّ الأندلسيِّ رحمَهُ
اللهُ فيمَا نقلَه الحافظُ ابنُ حجرٍ العسقلانيُّ ([2])
حيثُ قالَ: (الطويل)
لِكُــلِّ
بَنِي الدُّنْيَـــا مُرَادٌ وَمَقْصِدُ وَإِنَّ مُـرَادِي صِحَـــةٌ وَفَـــرَاغُ
لِأَبْلُــغَ
فِي عِلْمِ الشَّرِيْـــعَةِ مَبْلَغًا يَكُــونُ بِهِ لِي فِي الْحَيَــاةِ بَلَاغُ
فَفِي
مِثْلِ هَذَا فَلْيُنَافِسْ أُولُو النُّهَى وَحَسْبِي مِنَ الدُّنْيَا الْغَرُورِ بَلَاغُ
فَمَـا الْعَيْشُ إِلَّا فِي نَعِيْــمٍ مُؤَبَّــدٍ
بِهِ الْعَيْشُ رَغْدٌ
وَالشَّرَابُ يُسَاغُ
وأسألُ اللهَ
العظيمَ أنْ يجعلَ هذا العملَ خالصًا لوجهِهِ الكريمِ وأنْ ينفعَ بهِ المسلمينَ
بأسرارِ الأسماءِ الحسنى وبجاهِ محمَّدِ طه الأمينِ عليهِ أفضلُ الصلاةِ وأتمُّ
التسليمِ…
وَآخِرُ دَعْوَاْنَا
أَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَاْلَمِيْن