الأحد ديسمبر 22, 2024

خالد الجندي يقول:
إن من أصر على ترك السُّنَّة فإنه يكون كمن ترك فريضة

قال خالد الجندي في كتابه «فتاوى معاصرة» (ص114) عن الذي لا يقرأ سورة قصيرة بعد الفاتحة: «دائمًا صلاته فيها نقص لأنّ الإنسان إذا أصرّ على ترك السُّنَّة فإنه يكون كمن ترك فريضة».

الرَّدُّ: اعلم أن الذي لا يقرأ سورة قصيرة بعد الفاتحة في الصلاة دائمًا يخف ثواب صلاته، هذا كالذي ترك التسبيح في الركوع والسجود، أو سبّح مرّة واحدة كذلك يخف ثوابه. أما أن يقال إذا أصرّ على ترك السُّنَّة فيكون كمن ترك فريضة هذا كلام باطل فاسد؛ لأن تعريف السُّنَّة ما لفاعلها ثواب وليس على تاركها عقاب. فلو ترك الإنسان دعاء القنوت في صلاة الصبح ما عليه معصية، وكذا لو ترك التشهد الأول، وكذلك لو ترك قراءة سورة قصيرة بعد الفاتحة دائما بل لو ترك كل السنن في الصلاة هذا لا يكون كمن ترك فريضة، فإن الذي يترك فريضة الصلاة عليه ذنب من الكبائر استحق العذاب في القبر وفي الآخرة. ترك الفرائض يستحق عليه الإنسان العذاب أما ترك السُّنَّة فلم يقل أحد من العلماء إنه يُعذّب عليه بدليل أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «خمس صلوات كتبهنّ الله على العباد – أي: فرضهن الله – من أتى بهن بتمامهن كان له عند الله عهد أن يُدخله الجنة ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له». فإذا كان الذي يتركُ السُّنن من صلاة وصيام وغيرها لا يعذب بشهادة الرسول محمد فكيف بمن يترك سُنّة من سنن الصلاة كالسورة القصيرة أو التشهد الأول.

ثم حديث ءاخر وهو أن رجلًا ثائر الرأس جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله أخبرني بما افترض الله عليّ من الصلاة؟ فقال «خمس صلوات» قال: هل عليّ غيرها؟ قال: «ليس عليك غيرها إلا أن تطوّع» ثم قال: أخبرني بما افترض الله عليّ من الصيام فقال: «شهر رمضان» فقال: هل عليَّ غيره قال: «ليس عليك غيره إلا أن تطوّع» ثم قال: أخبرني بما افترض الله عليّ من الزكاة فأخبره شرائع الإسلام، فولّى الرجل وهو يقول: والذي أكرمك بالنبوة لا أتطوع شيئًا ولا أنقص مما افترض الله عليّ شيئا فقال: «أفلح الرجل إن صدق»، أي: فيما حلف عليه وهو أنه لا يفعل شيئًا من النوافل ولا يترك شيئًا مما افترض الله عليه من أداء الواجب واجتناب المحرمات رواه مالك والبيهقي.

فانظر يا رجل إذا كان هذا في حق من لم يأت بسُنـَّة بالمرة لا من صلاة ولا صيام ولا زكاة ولا حج قال عنه الرسول: «أفلح الرجل إن صدق» فإذا عُلم هذا ظهر بطلان ما شاع عند بعض العوام من قول بعضهم إن الرسول قال: «من لم يصلّ سنتي فليس من أمتي» وقول بعضهم إنه قال: «من لم يصل سنتي يأتي يوم القيامة وليس على وجهه قطعة لحم»، وقول بعضهم إنه قال: «من لم يصل سنتي لم تنله شفاعتي»، كل ذلك كذب على الرسول حرام ولا ينفعهم قصدهم بذلك حثُّ الناس على النوافل، هذا كلام أهل العلم المحققين الذين يعون ما يكتبون ويعلّمون نسأل الله التوفيق.