ثم كيف يسمي الله تعالى الطبيب الأعظم، وهذا ما ورد في القرءان ولا في السُّنَّة ولا في تعداد أسماء الله الحسنى، قال تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [سورة الأعراف: 180]. فمن أراد النجاة فليتبع القرءان والسُّنَّة والعلماء العاملين المعتبرين حتى لا يزيغ وليطلب العلم من أهل العلم الثقات حتى لا يضل ويهلك.
وقال عبد القاهر البغدادي في «الفرق بين الفرق»: «إن أهل السُّنَّة يقولون إنّ مأخذ أسماء الله تعالى التوقيف عليها إما بالقرءان وإما بالسُّنَّة الصحيحة وإما بإجماع الأمة فلا يجوز إطلاق اسم عليه من طريق القياس».
قال خالد الجندي القرءان الكريم لن ينفع إلا من كان متخلصًا من الذنب في شريط مسمّى «كيفية الانتفاع بالقرءان».
الرَّدُّ: هذا الكلام خلاف الحقيقة وخلاف الواقع فكم من أناس كانوا فاسقين قطاع طريق مذنبين ثم بسماع تلاوة ءاية من القرءان أثّرت فيهم وتغيرت أحوالهم وتابوا إلى الله وصاروا من الأولياء العارفين. هذا الفضيل بن عياض رحمه الله الذي كان يسطو على القوافل بقطع الطريق أبصر ذات ليلة امرأة جميلة مع القافلة وقال لا أريد الليلة من هذه القافلة إلا هذه المرأة ثم في الليل قام متوجهًا إلى خيمتها فسمعها تقرأ قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [سورة الحديد: 16] فتاب إلى الله تعالى وصار من أولياء الله العارفين، هذا ما كان متخلصًا من الذنوب ونفعه القرءان نفعًا عظيمًا. وحصل ما يشبه هذا مع غير الفضيل لخلق كثير من العصاة والفاسقين، وحتى إن بعض الكفار دخلوا في الإسلام بعد سماع القرءان ومن راجع قصص إسلام بعض الصحابة لوجد ذلك.