الأحد ديسمبر 22, 2024

خالد الجندي يزعم
أن السيدة عائشة كانت تصِرُّ على الأخذ بالثأر يوم الجمل

قال خالد الجندي (ص56) في نفس المصدر في كتابه «فتاوى معاصرة» عن موقعة الجمل عن السيدة عائشة: «كانت تصر على الأخذ بالثأر» ثم قال: «مثل هذه الأمور الآن العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر».

الرَّدُّ: في هذه المسألة تاه في أمرين اثنين، الأمر الأول: نسب للسيدة عائشة رضي الله عنها الأخذ بالثأر وهذا كذب على السيدة عائشة رضي الله عنها فهي كانت خرجت من المدينة بعدما بويع سيدنا علي بالخلافة إلى مكة للحج ثم التقت بأناس متحمسين للمطالبة بدم عثمان  فحمَّسوها للخروج للإصلاح فخرجت معهم ثم وصلت إلى أرض سمعت فيها نباح كلاب فقالت: ما اسم هذه الأرض، فقيل لها الحوأب، فقالت ما أظنني إلا راجعة، فقيل لها: تذهبين معنا الله يصلح بك بين المسلمين، فقالت: ما أُراني إلا راجعة فأني سمعت رسول الله يقول: «أيتكنّ صاحبة الجمل الأدبب تنبح عليها كلاب الحوأب انظري يا عائشة أن لا تكوني أنت». فأصروا عليها فذهبت معهم للإصلاح، ولم تذهب للقتال فوصلت إلى البصرة حيث معسكر سيدنا عليّ ثم حصل ما حصل من القتال فكسرهم علي وقُتل جمل عائشة، ثم أعادها عليّ معزّزة مكرّمة إلى المدينة، وكان خطؤها رضي الله عنها الوقوف في معسكر الذين تمردوا على علي الخليفة الراشد لكنها تابت وكانت كلما ذكرت ما حصل تبكي حتى تبل خمارها رضوان الله تعالى عليها. وكانت وقعة الجمل سنة ست وثلاثين في جمادى الآخرة، هذا الذي حصل فأين على زعمك الأخذ بالثأر بالنسبة للسيدة عائشة.

الأمر الثاني: تقول: «هذه الأمور الآن العلم بها لا ينفع والجهل بها لا يضر» وهذا غلط. لم قلت الآن يعني من قبل الذي يتعلم هذه المسائل ينتفع والآن على زعمك لا ينتفع، هذا الأمر وهو قتال سيدنا عليّ مع معاوية لم وضعه المحدثون في الكتب ولم علَّموه للطلاب في المجالس العامة وفي مجالس إملاء الحديث، فالعلم الذي ينفع ينفع إن كان الآن أو قبل الآن أو بعد الآن.