الأحد ديسمبر 22, 2024

خالد الجندي يزعم:
أن الرسول كان يحب شخصًا لم يؤمن به ومات على غير الإيمان

قال خالد الجندي في شريطه المسمّى «إجابة الدعاء والصراط المستقيم»: «الرسول كان يحب عمه أبا طالب لأنه ربّاه وساعده وحماه بقى سيدنا محمد يحبه جدًّا».

الرَّدُّ: الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب لأبي طالب أن يهتدي ومع ذلك أبو طالب مات كافرا مع أنه كان يحب الرسول ويدافع عنه ولكنه ما رضي أن ينطق بالشهادتين لما كان على فراش الموت حين دخل عليه الرسول فقال له: «يا عم قل لا إلـٰه إلا الله أشهد لك بها عند الله» فلم يقل وقال: «إني على ملة عبد المطلب، وقد كان قال قبل ذلك: لولا أن تعيرني بها قريش لأقررت بها عينك. ثم إنه لما مات أبو طالب جاء الإمام علي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنّ عمك الشيخ الضال قد مات قال: «اذهب فواره»، أي: ادفنه، والرسول ما خرج في جنازته، فلو كان يحبه لشخصه كان خرج في جنازته. وهذا دليل لنا على أنه ما كان يحب شخصه؛ بل كان كارهًا له من حيث كفره. فخالد الجندي يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب من لم يحبه لله. ولا يجوز اعتقاد أن نبيًّا من الأنبياء يحب واحدًا من الكفار القريب والبعيد لقوله تعالى: {قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [سورة ءال عمران: 32] وأنبياء الله لا يحبون الكافرين؛ لأن الله لا يحبهم، إنما كان صلى الله عليه وسلم يحب له الهداية. وقد سأل العباس  الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن عمك أبا طالب كان يحبك ويناضل عنك فهل نفعته قال: «هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» رواه البخاري، ومعناه: الله جعل جزاءه من نار جهنم أنَّ النار تأخذ منه إلى القدم فقط، لا يدخل المكان الذي هو بُعده في النزول مسافة سبعين عامًا كغيره من الكفار، ويفهم من قوله صلى الله عليه وسلم: «ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار» أن الرسول نفعه، ومع هذا فإنه لا يخفف عنه؛ بل يبقى على هذه الحال أبد الآبدين، وهذا دليل على أنه لم يمت مسلمًا.

فكيف تدعي بعدما أوردناه أن الرسول كان يحب أبا طالب؛ لأنه ربّاه وساعده وحماه.